الثقافية - علي القحطاني:
في رحاب التاريخ الأدبي العربي، يحتل الشعر مكانة مركزية عبر العصور، فقد شكّل وسيلة للتعبير عن المشاعر والقيم، وسجّل أحداثاً تاريخية، وغذّى الهوية الثقافية للعرب، وفي طليعة الشعر الجاهلي، تظهر المعلقات التي حملت قضايا الشعراء وأحلامهم، مع تركيز على شخصيات بارزة مثل امرئ القيس وزهير بن أبي سلمى.
لقد كان الشعر في كل مرحلة زمنية وسيلة للتعبير عن الحياة والعواطف، وأصبح وثيقة فنية وتاريخية، تتطور مع تغيّر الزمن والمجتمع.. وعُرف الأستاذ حسني مالك اهتمامه بدراسة الشعر العربي في أعصره الذهبية وبالأخص شعر الصعاليك.
وفي لقاء لـ«الثقافية» تحدث الأستاذ حسني مالك عن تطور الشعر العربي عبر العصور منذ الجاهلية إلى العصر الحديث، وقضية الانتحال وحماد الرواية وشعر الصعاليك، ويرى الضيف الكريم أن قصيدة المدح تظل نموذجاً حياً على قيم المجتمع الفاضلة التي يسعى الجميع إلى التخلق بها, وما يفعله من غرس وحمل قيم المجتمع الحميدة من جيل إلى جيل.
- الشعر العربي عبر العصور
* كيف تطور الشعر العربي عبر العصور، من الجاهلية إلى العصر الحديث، مع التركيز على المعلقات والشعراء البارزين وأهم محطات حياتهم وأعمالهم؟ وهل يمكن استخلاص تعريف لماهية الشعر وكينونته من تجاربهم؟
بداية كل الشكر لصحيفة «الجزيرة» على إتاحة هذه الفرصة والتواصل مع القراء من خلال هذا الصرح الثقافي, وبالنسبة للشعر العربي وتطوره عبر العصور فالشعر مثله مثل كل الأشياء التي تتفاعل مع محيطها وتتطور وترتقي، ولا ترضى أن تكون أسيرة مرحلة زمنية أو فكرة محددة بل ينمو مثل الكائن الحي, وظل في حالة تطور ورقي وتكيف مع كل مرحلة إلى أن وصل إلينا في شكله الحديث الذي نعايشه اليوم.
الشعر العربي بدأ في بوادي العرب شعراً وجدانياً يعبر به الشاعر العربي عن مشاعره ويصف ما حوله من طبيعة وحياة، وكان معبراً عنه وعن حياته ولم يكن الشعر وسيلة لغير التعبير ونفث الهموم في بادئ الأمر, ثم تطور في العصر الجاهلي ونجد ملامح هذا التطور في المدرسة الأوسية بقيادة أوس بن حجر التميمي وزهير بن أبي سلمى من التنقيح والاهتمام به وبتفاصيله، ونقله إلى مرحلة مراجعة القصيدة قبل إلقائها ونشرها بين الناس وأصبح الاهتمام بالشعر وبشكله وتفاصيله يزداد أكثر من قبل، وهذا عاد على جودة القصيدة بشكل عام, وكذلك ظهرت ملامح التجديد على يد المجدد العظيم والشاعر الذي يكاد يكون الأكثر إبداعاً في مسيرة التجديد امرؤ القيس بن حجر الكندي من ابتكارات فريدة في التشبيه والتجديد، حتى في فكرة بكاء الأطلال الذي لاشك أنه مسبوق إليها لكنه طور في تفاصيلها وأجاد, وكذلك ظهرت ملامح التطور في العصر الجاهلي لدى الأعشى بحكم أسفاره المتعددة واتصاله بالثقافات المجاورة لجزيرة العرب، فتفنن في مدح الكبراء وأدخل في قصيدته كثيراً من المفردات التي اكتسبها من خلال هذا الاتصال الثقافي بالحضارات المجاورة, وشعراء المعلقات هم نموذج عالٍ جداً من الشعر الجاهلي ودليل على التطور الذي مرت به القصيدة العربية, فالمعلقات ليست على وتيرة واحدة وليست على مستوى واحد، هناك التنوع في المواضيع والأغراض وهناك الاختلاف في الاستهلال والابتداء بين البكاء على الأطلال والبداية الغزلية والبداية الخمرية, وهناك الاختلاف في البحور الشعرية وهناك التطور والاختلاف الجلي الذي يظهر في موضوع الوزن والبحر بين معلقة عبيد بن الأبرص وهو شاعر متقدم وبين الأعشى مثلاً وغيره من المتأخرين، فالمعلقات العشر في اختلافها وتباينها دليل واضح على تطور القصيدة العربية في المرحلة الزمنية التي سبقت الإسلام.
ومع بزوغ فجر الإسلام ظهر التغيير في جميع مناحي الحياة مع الدين الجديد, وكان للشعر مكانته ومنزلته وواصل حضوره المؤثر وتسيد المشهد كما كان سابقاً، وظل المناوئون للدعوة الجديدة يهاجمون الدين بالشعر وشعراء الصحابة يردون عن الدين وينافحون عنه، وهنا ظهر التجديد على مستوى المواضيع والأغراض وظهرت مواضيع جديدة تناولها الشعراء وخفت صوت بعض المواضيع التي كان يجود فيها الشعر, وهذه المرحلة تحديداً انقسم حولها النقاد هل كانت مرحلة تطور وتجديد أم كانت مرحلة خفت فيها صوت الشعر قليلاً ثم عاد للشعر حضوره القوي في جميع مناحي الحياة مع العصر الأموي وظل في حالة تجديد وتطور؟ ومن مظاهر التطور في هذه المرحلة قصيدة الغزل التي أخذت أبعاداً جديدة تمثلت في تنوع مواضيعه وطرق التعبير عن مكنونات النفس ووصف لواعج الهوى والشوق، وما يجده الحبيب من فراق المحبوبة, وظهور الغزل الماجن نوعاً ما وأيضاً ظهر الشعر السياسي، وهكذا ظل الشعر في حالة من التطور والتجديد والمواكبة لجميع الأحداث الطارئة على المشهد حتى وصل إلينا الشعر في شكله الحالي امتداداً لمسيرة التطور والتجديد العظيمة والممتدة.
وإذا أردنا أن نعرف ماهية الشعر لدى الشاعر الجاهلي فيمكن أن نقول إن الشعر بالنسبة للشاعر الجاهلي وسيلته الأولى للتعبير عن مكنونات نفسه وبث همومه ونفث أحزانه، والشعر وسيلته لإيصال صوته والشعر وسيلته للتأريخ ولحفظ القيم وغرسها ولتخليد المآثر ووسيلته للشكر ووسيلته للهجوم ووسيلته للدفاع، والشعر صوت البكاء والأنين وصوت الفرح والسرور، الشعر انعكاس حقيقي لشخصية العربي.
قضية الانتحال وحماد الراوية
* كيف أثر دور حماد الراوية في نقل الشعر العربي القديم، وخاصة في ضوء قول ابن سلام الجمحي: «كان أوّلَ من جمع أشعار العرب وساق أحاديثها حمادٌ الراوية، وكان غير موثوقٍ به. وكان ينحل شعر الرجل غيره، وينحله غير شعره، ويزيد في الأشعار»، على مصداقية التراث الشعري الجاهلي؟ وما انعكاسات ذلك على نزاهته ولا سيما أن قضية الانتحال أصبحت من المسائل التي تناقش في دراسة الشعر العربي القديم؟
قضية نحل الشعر وانتحاله قضية قديمة متجددة، وهي من القضايا التي لم يغفل عنها النقاد وأفردت لها الصفحات للحديث عنها وتحليلها، ومراجعة هذه القصائد وتبيين الصحيح الذي ينتمي إلى تلك الحقبة من القصائد التي حاول بعضهم إدخالها في تلك الفترة وهي ليست منها, وللنحل أسباب كثيرة ولعل من أهم أسباب النحل - في نظري - هي القيمة العالية للشعر الجاهلي قوة وبلاغة وتأثيراً وفصاحة، ولأن الشعر الجاهلي الثابت الذي لا يرقى إليه الشك يعتبر شاهداً عدلاً على التاريخ والمآثر والمفاخر؛ لذلك حرص الذين لم يكن لهم شعر محفوظ يحمل آثارهم وتاريخهم أن يكون لهم شعر يمثلهم فأتت فكرة النحل هذه, وحماد الراوية على اشتهاره الواسع بنحل الشعر ونسبته إلى غير أهله إلا أنهم يقرون له بحفظ الكثير منه وروايته وتدوينه, فهو له من الحسنات لهذا الحفظ وهذا النقل والتدوين وتبقى مهمة النحل هذه وقد انبرى لها العلماء وبينوا وردوا كثيراً من الشعر المنحول وأبطلوه كما ذكر ذلك ابن سلام وغيره من العلماء الذي لهم علم واطلاع واسع بشعر العرب, وكذلك تصدى المفضل الضبي والأصمعي وغيرهم للتثبت والتحقق من الشعر الجاهلي الصحيح النسبة والنقل والرواية, ثم إن التفريق بين الشعر الجاهلي وغيره مع قرب الفترة الزمنية كان واضحاً بالنسبة لكثير من نقاد العرب العالمين بالشعر وتفاصيله ومرحلته الزمنية وبيئته التي قيلت فيه، وحماد الراوية رواياته المنحولة ليست مؤثرة على مصداقية الشعر الجاهلي الذي بين أيدينا؛ لأن النقاد والمختصين والعالمين بالشعر الجاهلي بينوه وأظهروه، ولكن الشعر الذي يبقى محل حيرة ربما هو ذلك الشعر الذي قاله بعض العرب الأقحاح الذين ينتمون إلى البيئة الشعرية القريبة من البيئة الجاهلية ممن هم حديثو عهد بالعصر بالجاهلي وسليقتهم العربية لم تتأثر وفصاحتهم مازالت على طريقتها الأولى وقالوا شعراً ونسبوه إلى العصر الجاهلي، فهذا النوع من الشعر يقر البعض بوجوده ولكنه عموماً لا يؤثر لأنه شعر حقيقي وعربي وقريب عهد بالجاهلية قوة وجزالة وفصاحة، وهو إن لم ينتمي إلى العصر الجاهلي زمانا فإنه ينمتي إليه روحاً وبيانا, وهذا النوع من الشعر لا يتأتى لمن بعد عصره وتأثرت لغته بالمخالطة وغيرها, ومع كل هذا يظل الشعر الجاهلي الموثوق والصحيح الذي وصل إلينا عن طريق الرواية شعراً صحيحاً قيل في العصر الجاهلي ولدينا منه القصائد المطولات والمقطوعات في شتى المجالات والفنووالأغراض ما نستطيع معه أن نستجلي كثيراً من جوانب حياة العرب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية, فالشعر هو وثيقة العرب التاريخية التي حفظت كثيراً من تاريخهم وآثارهم ولا يستطيع حماد ومن لف لفه أن يشكك فيه أو يقلل من مكانته وتأثيره وحفظه لكل هذه الآثار.
شياطين الشعراء
* ورد في كتب التراث أن للشعراء جنًّا يملون عليهم، وجعل لكل شاعر شيطانًا مصاحبًا له؛ مثلًا شيطان الأعشى مسحل، وشيطان امرئ القيس لافظ بن لاحظ، وشيطان النابغة الذبياني هاذر. كيف ترى هذه المسألة التي يتوقف عندها العقل، وهل لها تشابه مع الطقوس المبدعين في عصرنا الحديث؟
للجن حضور في جميع الثقافات والحضارات على مر التاريخ، والحضارة العربية ليست بمنأى عن بقية حضارات العالم، فلذلك للجن حضور في تفاصيل حياتهم، مع اختلاف طريقة حضور الجن من حضارة إلى حضارة ومن بيئة إلى بيئة، فمنهم من يعبده ومنهم من ينسب كل أمر غامض لا يستطيع تفسيره إلا الجن.. وللشعراء مع الجن حكايا وأساطير وربط الشعر والشعراء بالجن أعتقد أنه ليس من صنع الشعراء بقدر ما هو من صنع المتلقي, لأن المتلقي في كثير من مناحي الحياة ينسب أحياناً بعض الظواهر التي لا يستطيع تفسيرها إلى الجن بحكم أنهم أقوى وأٌقدر من البشر في كثير من الأمور, فنسبوا للجن كثيراً من الأمور والشعر أحدها, فهذا الشعر العالي والبيان العظيم والفصاحة والبلاغة التي يتميز بها مجموعة معينة من الناس وأيضاً التأثير الكبير الذي يحمله هذا الشعر, كل هذا التأثير في نظر كثير من العرب قبل الإسلام لا يستطيع أن يأتي به الشاعر من تلقاء نفسه بل لابد من وجود مؤثر خارجي قدراته أكبر من قدرات البشر, فلذلك ولغيرها من الأسباب نسبوا هذا الشعر إلى الجن.. وأيضاً قصة الوادي الذي يسكنه الجن ومن استطاع أن يصمد في هذا الوادي لفترة معينة فإنه سيعود شاعراً فحلاً. يقول فلا يعيى لشيء يقوله على حد قول الأعشى في صديقه مسحل، ومازالت فكرة مصاحبة الجني للشاعر مستمرة إلى عصرنا هذا عند البعض، ولكن تظل هذه الفكرة على شيوعها وانتشارها فكرة بعيدة عن العقل والمنطق ويظل الشاعر لغزاً محيراً، ربما نحتاج إلى الجن لفك شفرة هذا الشاعر اللغز.
شعر الصعاليك
* كيف يمكن مقارنة مفهوم الصعلكة في الأدب العربي بين العصر الجاهلي والعصر الحديث؟ وما هي أبرز الفروق بين الصعاليك الجاهليين، والصعاليك في عصرنا الحديث الذين يتميزون بالتجريب الأدبي والتمرد الثقافي ويملأوون الفضائيات والعالم الرقمي؟
الصعلكة من المفاهيم والمصطلحات التي أخذت أبعاداً كثيرة وتغيرات بين المعنى اللغوي والمعنى الاجتماعي أو الاصطلاحي، ولكن بشكل مختصر الصعلكة هي ردة فعل وتمرد على مجموعة من القيم التي في تطبيقها ظلم على فئة من فئات المجتمع، فالصعاليك في العصر الجاهلي لامسوا هذا الظلم والتمييز ولكن في ردة فعلهم تجاوز وتجنٍّ، وهذا التجاوز أسبابه عدم وجود قوة قانونية أو دولة تستطيع أن تقيم العدل وتأخذ بيد الظالم والخارج على القانون والنظام القبلي الذي كان موجوداً لا يتعدى في تطبيقاته حدود القبيلة في الغالب، لذلك ظهرت الصعلكة في العصر الجاهلي قوية ومؤثرة ولها أنصار من الفرسان والشعراء والأفراد، فالصعلكة كانت نية وقول وفعل في العصر الجاهلي إن صحت العبارة، وعندما أتى الاسلام قضى على كل منابع الصعلكة وجففها بنشر العدل والمساواة بين فئات المجتمع وفرض النظام والقانون والتشريعات التي تأخذ بيد الظالم والمعتدي والخارج على النظام القائم, والصعلكة في العصور التالية للعصر الجاهلي هي صعلكة قولية وصاحبتها بعض الأفعال في العصر الأموي وكانت قريبة جداً في شكلها من صعلكة العصر الجاهلي, ولكن الصعلكة وجدت مقاومة من النظام وقبض على مجموعة منهم وسجنوا وأقيمت الحدود على مجموعة كبيرة منهم, واستمرت مظاهر الصعلكة بعد ذلك ضعيفة مرة وقوية مرة أخرى، ولكنها لا تتعدى في غالبها صعلكة القول وليس الفعل.
الصعلكة في العصر الحديث هي في مجملها صعلكة قول وإظهار التمرد ورفض الواقع وبعض التصرفات من خلال الشعر والنثر، وبعضهم يرى أن نقد بعض المظاهر السلبية في مؤسسات الدول والإخفاقات عن طريق الشعر نوع من الصعلكة الحديثة، والجامع بين الصعلكة قديماً وحديثاً هو التمرد ورفض واقع معين والتعبير عنه شعراً ونثراً وفي السابق عملاً وسلوكاً.
الشاعر وتخليد الممدوح
* رُوي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال لبعض وَلَد هَرِم بن سنان: أنشدني بعض مدح زهير أباك فأنشده. فقال عمر: «إنْ كان ليحسن فيكم القول، قال ونحن والله كنا لنحسن له العطاء، فقال عمر: قد ذهب ما أعطيتموه، وبقي ما أعطاكم». كيف تقرأ هذه الرواية، ولا سيما أن غرض المدح يحتل مساحة كبيرة في دواوين الشعراء، ولا يقف عند المنافع الاقتصادية، بل يسعى لتعزيز القيم الاجتماعية النبيلة لدى المجتمع والقبيلة؟
عمر - رضي الله عنه - رجل عالم بالشعر ويعلم ما يحمله الشعر من قيم وأخلاق ويعلم كذلك تحديداً ما يفعله من تخليد الممدوح وما يحمله المدح من بعد آخر غير الظاهر لكثير من الناس الذي يرى أن شعر المدح هو نوع من التكسب والتزلف، وقال لابن زهير إنه يحسن القول فيكم, فما الذي يقصده عمر - رضي الله عنه - من الإحسان؟ هل الإحسان في المدح هو خلع أفضل القيم والأخلاق على هرم بن سنان؟ أم أنه يقصد بالإحسان تخليد ذكرى والده وربطه في أذهان الناس بالأخلاق والمساعي الحميدة؟ أم أنه يقصد أن هناك من شعراء المدح من لا يحسن المدح ؟ أم يقصد جودة المدح وقوته؟ هذه عبارة عميقة المعنى والمبنى من عمر - رضي الله عنه -، ثم إن عمر - رضي الله عنه - بيَّن له أن أثر الشعر متعدٍّ، وما وهبه والده لزهير نفعه قاصر وانتهى وبقي الشعر الذي لا ينتهي ولا يزول مع تقادم الأيام والزمان, وهكذا شعر المدح هو مدح لشخص ولكنه يحمل قيماً وأخلاقاً تتعدى هذا الشخص ومحيطه وزمانه لتصبح قصيدة المدح قالباً ووعاءً يحمل القيم الفاضلة والأخلاق الحميدة، ولتصبح قصيدة المدح نموذجاً حياً على قيم المجتمع الفاضلة التي يسعى الجميع إلى التخلق بها, غرض المدح غرض عظيم من أغراض الشعر والذين يغضون مكانته ويربطونه بالتكسب والتزلف ينظرون إلى النصف الفارغ من الكوب ويغفلون عن مميزاته وما يفعله من غرس القيم وحمل قيم المجتمع الحميدة من جيل إلى جيل.
** **
@ali_s_alq