يَبْدُو عَليَّ كَتمُ كبيرِ مَخَاوفِي
وَأَعِيشُ فِي ضِيقٍ وَفِي كِتْمَانِي
وَأَمُوتُ ألفاً وَتَعِيشُ فِينِي مَقَالِقي
وَتَجُولُ تَلْعَبُ عُرضةً لِكيانِي
وَتُحِيطُنِي مِن كُلِّ جَانِبٍ وَسَاوسِي
وَتَغْزُو السَّلامةُ بِدَاخِلِي بِتَفَانِي
فَتَضِيقُ فِيني وَتَتَّسِعُ لِهَوَاجِسِي
فَأقُولُ ذِكْرِي وأَسْتَعِيذُ شَيطَانِي
ثُمَّ أُكَفْكِفُ دَمْعِي وَسُوءَ مَشَاعرِي
وَأَتَذَكَّرُ المَعْسُولَ إِذْ لاقَانِي
وَأَتَذَكَّرُ قَفْزَةَ قَلْبِهِ لِمَلامِحِي
وَضِحَكةً تَطِيرُ مِن مَبْسَمٍ حَيْرَانِي
وَأُمْسِكُ كَفَّهُ بِشِدَّةٍ بِجَوَارِحِي
وَكَأنِّي سَجِينٌ يَتُوقُ إلى سَجَانِي
وَإِذَا شَمَمتُ عِطْرَهُ بِدَوَاخِلِي
طَارَ الهَوَاءُ مِن حَولِي وَحَلَّ مَكَانِي
حَدِيثُهُ قَامُوسٌ مِنهُ قَوَاعِدِي
وَ مِنهُ أَكتُبُ وأَستَعِيرُ ثَبَاتِي
مَاذَا فَعَلتَ حَتَّى تَغْزُوَ مَطَامِعِي
وَتَكُونَ حُلْمِي وَبَهْجَتِي وَمنَالِي ؟
وَأَعِيشُ أَكْتُبُ فِيكَ كُلَّ قَصَائِدِي
وَعنْوَانَ فِكْرِي وَتفْكِيرِي وَأَفْكَارِي
مُنْذُ وَجَدتُكَ قُلتُ أَهَلاً زَائِرِي
فَجَمَعْتَ فِينِي ظُلْمَتِي وَشَتَاتِي
فَأَنَا أُحَاوِلُ وَكُلُّ شَيءٍ دَاخِلِي
يَأْبَى المُكُوثَ مُتَعَللِاً بِحَيَاتِي
سَأَمُوتُ فِيكَ ثُمَّ أَحْيَا بِغَايَتِي
وَأُوَاجِهُ الوَجَعَ الكَبِيرَ بِذَاتِي
وَإنْ كَانَ حُبُّكَ فِي النِّهَايَةِ قَاتِلِي
فَإنِّي شَهِيدٌ مَاجَنَتْ سَكَتَاتِي
** **
- شروق سعد العبدان