الثقافية - عبدالرحمن الغسلان:
نستضيف الكاتبة والمؤلفة ابتسام الجبرين التي بدأت رحلتها الأدبية منذ المرحلة الثانوية، وكانت أولى خطواتها بنشر مقالة في صحيفة «الجزيرة»، واستطاعت تقديم محتوى هادف ونلتقي في هذا الحوار بابتسام بنت عبدالعزيز الجبرين لنتعرف على محطات رحلتها الأدبية ورؤيتها المستقبلية في عالم الكتابة والتأليف.
* نود أن نأخذ لمحة عن مسيرتك الشخصية والمهنية، بدءاً من نشأتك وصولاً إلى إنجازاتك في مجال الكتابة والإعلام.. هل يمكنك مشاركتنا أبرز المحطات التي أثرت في حياتك وأعمالك؟
وُلدت وترعرعت في مدينتي الحبيبة الرياض، وتخرجت من الجامعة حاصلة على درجة البكالوريوس التربوي. خلال مسيرتي، أصدرت العديد من الكتب والمؤلفات التي تمت إجازتها من قبل وزارة الإعلام، وشاركت بها في معارض الكتاب المحلية والدولية.
أكتب مقالات في عدة صحف محلية بارزة مثل صحيفة الجزيرة، الرياض، الوطن، وآخر أخبار الأرض، بالإضافة إلى خبر الرياض. أنا أيضًا عضو في هيئة الصحفيين السعوديين وحاصلة على الرخصة المهنية بمهنة «كاتب» من هيئة الإعلام المرئي والمسموع بوزارة الإعلام.
كما تم ترشيحي من قبل وزارة التعليم لمشروع الاستثمار الأمثل، وشاركت في العديد من المناشط الثقافية على مستوى وزارة الإعلام. حاليًا، أعمل كمديرة تحرير في صحيفة «آخر أخبار الأرض»، وأنا فخورة بحصولي على براءة اختراع من الهيئة السعودية للملكية الفكرية في مجال تقني. بالإضافة إلى ذلك، أنا عضو في مجتمع المواهب التابع لوزارة التعليم.
* من الواضح أن كتاباتك تتنوع بين قضايا المجتمع والخواطر الأدبية.. كيف تعملين على تحقيق التوازن بين هذين النوعين من الكتابة، وما الذي يدفعك لاختيار الأسلوب المناسب لكل منهما؟
بدايةً، أود أن أوضح أن كتاباتي تنقسم إلى قسمين: أحدهما يركز على قضايا المجتمع، وهو الأكثر، والآخر يختص بالخواطر والأدب.
عندما أكتب عن قضايا المجتمع، أحرص دائمًا على أن تكون الكتابة سلسة وواضحة، بحيث تخاطب كافة أفراد المجتمع من مثقفين وأقل ثقافة، صغارًا وكبارًا. الهدف هو أن تصل رسالتي إلى جميع شرائح المجتمع دون تمييز، ولذلك لا أوجه كتاباتي فقط لطبقة المثقفين. أطمح أن تفهمها جميع الفئات، وأحيانًا أجدها متداولة بين الناس عبر قروبات الواتساب لأنها تتناول مواضيع قريبة من احتياجاتهم.
وأحرص في مقالاتي على اختيار العبارات الأكثر وضوحًا وقربًا للأفهام. عندما أستحضر فكرة ما، وأجد عدة خيارات تعبيرية لها، أختار دائمًا الأكثر بساطة وسرعة في الوصول إلى المتلقي، مسترشدةً بوصية النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- بالبساطة والوضوح في الكلام.
أما بالنسبة لكتاباتي الأدبية التي لا تتعلق بقضايا المجتمع، فأنا أحرص على استخدام الكلمات الأدبية الجميلة ذات المعاني العميقة، ما يدفع القارئ إلى الغوص في التأمل والتفكير في النص.
* نشرتِ أول مقال لكِ في سن 17 وأصدرتِ أول كتاب خلال دراستك الجامعية.. كيف كانت بدايتك مع الكتابة؟
بدأت بكتابة أول مقال لي عندما كنت في عمر 17 سنة، أثناء دراستي في الصف الثاني الثانوي، وتم نشره في صحيفة «الجزيرة» التي كانت آنذاك صحيفة ورقية قبل أن تتحول إلى النسخة الرقمية. لاحقًا، أصدرت أول كتاب لي معتمد من وزارة الإعلام عندما كنت في بداية المرحلة الجامعية. شغفي بالكتابة كان امتدادًا لحبي الكبير للقراءة، الذي بدأ منذ المرحلة الابتدائية.
* هل لديكِ ظهور في الإعلام المرئي أو المسموع؟ وما هي تجاربك في هذا المجال؟
حتى الآن، ليس لدي أي ظهور في الإعلام المرئي. أما فيما يخص الإعلام المسموع، فقد كانت لي تجربة سابقة مع إذاعة جدة من خلال برنامج «بناء»، وقريبًا سأنضم كعضوة في برنامج أسبوعي على إذاعة الرياض.
* برأيك، هل من الضروري أن يكون الإعلامي ملمًا بالقواعد النحوية والإملائية؟ وما أهمية ذلك في عمله؟
بالتأكيد، يجب على الإعلامي أن يكون ملمًا بأهم أدوات الكتابة، مثل القواعد النحوية والإملائية. هذا ليس مجرد مهارة بل هو مسؤولية يجب أن يستشعرها الإعلامي، فهي تنبع من احترامه للقارئ الذي يقرأ ما يكتبه. إتقان هذه القواعد يعزز من مصداقية الإعلامي ويعكس احترافيته في نقل الأفكار بوضوح ودقة.
* تعملين على إصدار كتاب جديد وتشاركين في كتاب جماعي. ما الذي دفعك للمشاركة في هذا المشروع المشترك؟
نعم، في الوقت الحالي أعمل على إصدار كتاب بعنوان «قلت بقلمي»، بالإضافة إلى مشاركتي في إصدار كتاب جماعي مع مجموعة من الكتاب والمؤلفين من أعضاء مجتمع المواهب التابع لوزارة التعليم. على الرغم من أنني عادةً أفضل العمل الفردي، إلا أن ما دفعني للمشاركة في هذا الكتاب الجماعي هو رغبتي في أن يكون اسمي مرتبطًا بأسماء هؤلاء الموهوبين. أعتبر ذلك ذكرى ثمينة ستظل محفورة في ذاكرتي على مر الأزمان، نظرًا للمكانة الخاصة التي يحظى بها هذا المجتمع عندي، وأرغب في الاحتفاظ بشيء يجمعني بهم.
* ما النصيحة التي توجهينها للكتاب الصاعدين.. خاصة فيما يتعلق بتنوع أساليب الكتابة وعدم الاكتفاء بنمط واحد؟
أنصح الكتاب الصاعدين بالحرص على القراءة المتنوعة والاطلاع الواسع، خاصة فيما يتعلق بقضايا المجتمع. هذا يمكنهم من أن يكونوا أقلامًا ناطقة، مثمرة، ونافعة، ومدافعة عن الوطن.
لاحظت أن بعض الكتاب الجدد يركزون فقط على الكتابة الأدبية، ولا يعني كلامي التقليل من شأن هذا النوع، ولكنه يشير إلى أهمية التنوع. كل كاتب لديه القدرة على تناول قضايا المجتمع والوطن والإسهام في تطويره، فلا ينبغي أن يحصر نفسه في نوع واحد من الكتابة. التنوع في الأساليب يمكنه أن يجعل الكاتب أكثر تأثيرًا ونفعًا.
* ما هي أبرز العقبات التي يواجهها الإعلاميون الشباب في مسيرتهم، وكيف يمكن التغلب عليها؟
من أبرز العقبات التي تواجه الإعلامي الشاب هي غياب الدعم المعنوي واللوجستي، حيث يتم في الغالب دعم الأقدم والأكثر خبرة في المجال. وقد اعتاد الإعلام على اختيار الأسماء الأكثر شهرة والأقدم للمشاركة في الفعاليات الهامة، مما يترك الإعلاميين الجدد بلا فرص للتقدم أو الدعم. بالطبع، كلامي هذا ليس مطلقًا، فهناك استثناءات لكل قاعدة، لكن هذه العقبة تشكل تحديًا كبيرًا أمام الكثير من الإعلاميين الشباب الذين يبحثون عن فرص لإثبات أنفسهم.