كان يتجوّل في أحد الأيام بين أروقة المدينة المزدحمة بالسّكان، ويتنقل بين شوارعها الباهتة بحثاً عن شيء!
يسير مُتثاقل الخطوة، وشارد الفِكر...
يرفع بصره تارة، ويخفضه تارةً أُخرى..
وبينما هو منُغلق على نفسه لاشيء يلفته وقع بصره على بعض الناس المنُشغلين على حافة الطريق،بتنوع أعمارهم، واختلاف أشكالهم....
منهم المنهمك في عمل ما،ومنهم المشغول بأطفاله، ومنهم المشغول بتنظيف مدخل متجره، وأخذ ينظر هُنا وهناك....
تأسره الدهشة! كيف هؤلاء منغمسون ومع ذلك ترتسم على وجوههم الابتسامة!
كيف ذلك؟؟
وقد بدا عليهم آثار التعب، واستمر بإكمال طريقه لعله يجد ما يبحث عنه!،، وفي كل مرة يجد ما يدهشه.. فلا يكاد يخلو مكان من البشر كلهم ماضون قُدما في حياتهم، وخلال تجوله رأى طفلة صغيرة تمسك بدميتها الممزقة وتركض فرحاً، ورأى امرأة كبيرة تحمل أشياء قد أثقلتها وهي مبتسمة، وهنا بدأ يدُرك
وكأنما قد وجد ما فقده...
وسار مُسرعاً نحو منزله، وقد بدت عليه ملامح الدهشة والسعادة.. وهو يُحدث نفسه لقد وجدته!
نعم هذا ما كان ينقصني القناعة والرضا وهنا سأشعر بالسعادة حتماً.
** **
- زايدة حقوي