أعطَيتُها بَعدَ التّمادِي كَرتَها
وتَرَكتُها دَعْ عَنكَ كَيفَ تَرَكتَها
بِخَفِيفِ خُفٍّ عاد غَيرِي إنَّما
بِوَريفِ نَفسِي عُدتُ أُروِي نَبتَها
سَلنِي إذا ما شِئتَ عَنّي لا تَسَلْ
عَنها وَطُلْ وَهْمًا إذا ما شِئتَها
والثِمْ تُرابَ البَدرِ هَيهاتَ اللِّقا
واضمُمْ حَريقَ الشَّمسِ واسمَعْ صَمتَها
أمّا أنا فسَفِينَتِي مِرساتُها
ذابَت بقَلبٍ صار يَمضَغُ صَوتَها
رَحَلاتُ بَحثٍ لَو تَكَلَّلَ بَعضُها...
طالَت وكُنتُ ابنَ البِحارِ وبِنتَها
وخَرائطِي ما كُنتُ أحسَبُ أنَّها
تُعطِي المُتَيَّمَ بالخَرائدِ جِبتَها
وسَنابِلي طالَت وما مِن فَرحَةٍ
لَمّا أطالَت عَجنَ تِلكَ وَلَتَّها
ورَبِيعُ عُمرِي آثَرَت أيّامُهُ
ومَضَت تُسابِقُ لِلنِّهايَةِ حَتَّها
ما كانَ أعجَلَها ولَكِنَّ العُلا
تَأبى اعتِزازًا أن تُجاوِرَ خَبتَها
دَعها تُفَتِّتُ بالتَّذَكُّرِ نَفسَها
واظفَرْ بِنَفسِكَ لا تُسَوِّغْ فَتَّها
** **
أ.د.عبدالرحمن بن صالح الخميس - الرس