إن شعور الاعتزاز باللّغة العربيّة من الأساسيات التي يجب على كل طفل عربي أن يكتسبها منذ الصغر، إذ إنها أساس الهويّة والثقافة العربيّة والإسلاميّة، كما أن تعليمها لأطفالنا يمثل استثمارًا راسخًا في مراحل تربيتهم، ويسهم في بناء شخصيات واعية ومتوازنة على الصعيدين الشخصي والأكاديمي. ولذلك فإنه ينبغي على مؤسسات التنشئة الاجتماعية واللغويّة بدءًا من الأسرة إلى التعليم التحضيري ومجامع اللّغة العربيّة ومراكزها الاهتمام بهم، حتى نرى فلذات أكبادنا شموس علم، وأقمار معرفة يستضيء أبناء المجتمع بنورهم.
ودعمًا لحضور اللّغة العربيّة ونشر دورها الثقافي، وإيمانًا بأهمية تعزيزها في نفوس أبنائها؛ أنشأ مَجْمَع الملك سلمان العالمي للغة العربيّة (معرض اللّغة العربيّة للطفل) وهو المعرض الأول من نوعه على مستوى العالم العربي الذي تعمل عليه مؤسسة لُغوية، ويهتم بتنمية الحس اللّغوي للّغة العربيّة لدى فئة الأطفال؛ إذ تبنّى المَجْمَع إستراتيجيات بناء الاتجاهات والقيم في المعرض بعيدًا عن إغراق الأطفال بمعلومات لغويّة؛ لصناعة تجربة ثرية عاطفيًا للطفل الزائر، تبني لديه اتجاهًا إيجابيًا نحو اللّغة العربيّة والوطن الذي يحتفي بها في معرضها.
ويقدم المعرض زيارةً مجانيةً مستهدفًا فئة الأطفال من السادسة إلى الثانية عشرة من الجنسين، لخوض تجربة ثرية وماتعة يتفاعل الطفل عن طريقها -حسيًا وحركيًا- مع مجموعة من المعروضات التفاعليّة والتعاونيّة: (صوت الشاعر، القصص والأمثال، واللام القمريّة والشمسيّة، وفن الكلمة، وبناء الجملة، وحديقة الكلمات، وبلاط الحروف، ومنصة الإلقاء، والعربية حول العالم، ومنطقة العرض المرئي).
ويأتي إنشاء المعرض بهدف تعزيز المكانة الرياديّة للمملكة العربية السعودية في خدمة اللّغة العربيّة، والاحتفاء الثقافي بها، وإبراز جمالياتها السمعيّة، والبصريّة، واللسانيّة، وإثراء زوار المعرض معرفيًّا وثقافيًّا في مجالاتها المتنوعة. وزيارة المعرض متاحة لعامة الأطفال مع عائلاتهم، أو مع منسوبي الجهات وذلك عن طريق حجز رحلة عبر رابط التسجيل الرقمي الموجود على منصات المَجْمَع.
وختامًا، فإن (معرض اللّغة العربيّة للطفل) يأتي -ضِمن مسارات عمله- محققاً لأهداف برنامج تنمية القدرات البشرية ورؤية السعودية ، ويسعى إلى استثمار فرص خدمة اللغة العربية، والمحافظة على سلامتها، ودعمها نطقًا وكتابةً، ورفع مستوى الوعي بها، وتيسير تعليمها وتعلمها داخل المملكة وخارجها، عبر تقديم منتجات وتطبيقات ووسائلَ تعليمية جديدة، وتعزيز رسالة المَجْمَع في اكتشاف الجديد من المبادرات في مجالات اللغة العربية.
** **
وردة الشهري - قطاع الثقافة اللغوية