سعيًا إلى المحافظة على اللغة العربية من خلال توثيق مفرداتها وتراكيبها، كونها جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية السعودية، وتعزيزًا للحراك العلمي والبحثي في مجال الصناعة المعجمية العربية الإلكترونية الذي يُعد من أبرز الأهداف الاستراتيجية لمجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، يأتي إطلاق «معجم الرياض للغة العربية المعاصرة» في إطار التطور التقني المتسارع، وفي سياق الحاجة إلى معجم حديث يلبّي حاجة مستخدم اليوم.
يهدف المعجم إلى تعزيز الاستخدام الفعّال للغة العربية من خلال توفير مصدر شامل وموثوق للمفردات والمركبات العربية المعاصرة، مع تقديم أدوات بحث مرنة تسهّل العثور على المواد المعجمية المطلوبة.
نُظّمت مواد المعجم وفقًا للمعيار الدوليISO 24613 lexical markup framework (LMF) ) الذي يمكّن من معالجة هذه المواد آليًّا وتيسير استعماله في أنظمة معالجة اللغة الطبيعية المختلفة. ينطلق المعجم على خلاف المعاجم التقليدية من المادة المعجمية بدلاً من جذور الكلمات، مما يعزز من سهولة استعماله وإمكانية الاستفادة منه في سياقات مختلفة. وقد ضُمّن كل مدخل معجمي معلومات لغوية تشمل الجوانب الصرفية والصرف-نحوية والدلالية لمواده المعجمية. بالإضافة إلى توظيف تقنيات التحديث المستمر للمحتوى من خلال رصد المصطلحات والمفردات المعاصرة، كما توفر منصاته وسائل تمكّن الجمهور من الإسهام في إثراء المعجم على المستويين الدلالي والسياقي.
إن إطلاق معجم الرياض خطوة مهمة نحو دعم اللغة العربية في العالم الرقمي، وتعزيز الحراك في الصناعة المعجمية العربية الحديثة، بالإضافة إلى تحفيز الابتكار والتطوير وفتح آفاق المعرفة والتواصل اللغوي.
** **
د. عبد الله الفيفي - رئيس قطاع الحوسبة اللغوية