إن اللغة العربية هي اللغة الخالدة التي شرفها الله -عز وجل- بنزول القرآن الكريم بها، وهي محفوظة بحفظ الله -عز وجل- لكتابه، ولقد عرفت المملكة العربية السعودية هذه المكانة وتلك المنزلة فسعت إلى تعزيزها ونشرها والحفاظ عليها، ليس فقط محلياً، بل إقليمياً ودولياً، فأنشأت المدارس والجامعات والمؤسسات المختلفة، التي تعنى بتلك اللغة الخالدة، ومن أبرزها مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، ذلك الصرح الشامخ الذي تهفو إليه أفئدة طلاب العلم والعلماء والباحثين من شتى أرجاء العالم، لما يتميز به من جهود عظيمة وإمكانات ضخمة، للحفاظ على تلك اللغة الخالدة وحمايتها والنهوض بها، لتواكب روح العصر وتبدو في ثوب قشيب، يسر العيون والقلوب، ويثري العقول والأرواح، وتحتوي رسالة المجمع على مهام متعددة، من أبرزها نشر اللغة العربية وتعليمها للناطقين بغيرها حول العالم، مما يجعل المجمع مؤسسة رائدة في تعليم اللغة العربية للنطاقين بغيرها، حيث يقوم بأنشطة هامة، ويقدم مجموعة متنوعة من البرامج والمبادرات، ومن أهمها ما يلي:
1 - إصدار المواد التعليمية حيث يقوم المجمع بإنتاج وتوزيع مواد تعليمية متعددة الوسائط مثل الكتب الدراسية والمواد الصوتية والفيديوهات التعليمية لمساعدة الطلاب على تعليم اللغة العربية بصورة فعالة.
2 - تقديم الدورات التعليمية؛ إذ ينظم المجمع دورات تعليمية متنوعة تشمل مختلف مستويات اللغة العربية بدءًا من المستوى المبتدئ وصولاً إلى المستويات المتقدمة وذلك لتلبية احتياجات الطلاب بمختلف المستويات.
3 - تنظيم المؤتمرات والندوات حيث يعقد المجمع مؤتمرات وندوات دولية ومحلية لمناقشة أحدث الابتكارات والتطورات في مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وتبادل الخبرات والأفكار بين الباحثين والمختصين في هذا المجال.
4 - تقديم الدعم الفني والاستشارات وذلك عن طريق توفير الدعم الفني والاستشارات للمدارس والمعلمين والمؤسسات التعليمية التي تقوم بتعليم اللغة العربية الناطقين بغيرها من خلال تقديم النصائح والإرشادات والمواد اللازمة لتعزيز جودة التعليم والمدرسين كافة.
5 - تنظيم دورات تدريبيه للمعلمين حيث تهدف هذه الدورات إلى تطوير مهارات المعلمين في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها وتزويدهم بالأساليب والأدوات الفعالة لتعليم اللغة.
وتأكيداً على أهمية دور المجمع في نشر اللغة العربية وتعليمها للناطقين بغيرها في شتى أرجاء العالم، فقد قام بأنشطة تعليمية وتدريبية في جامعة طشقند الحكومية للدراسات الشرقية بأوزبكستان، ومن ذلك تنظيم دورتين تدريبيتين للأساتذة والطلاب والباحثين، كانت إحداهما في شهر مايو عام 2023، حيث خصصها لتدريب الأساتذة على كيفية القيام بمهمتهم وأداء رسالتهم بكفاءة تامة، عن طريق الاستعانة بطرق حديثة ووسائل متطورة، وكانت الثانية في شهر نوفمبر عام 2023 وقد شملت الأساتذة وطلاب البكالوريوس والباحثين من مرحلتي الماجستير والدكتوراه، وقد عمت الفائدة الحاضرين جميعهم؛ لما حققوه من اكتساب خبرات ومهارات متميزة أسهمت في تطور العملية التعليمية بالجامعة.
ولم يقتصر دور المجمع على هذا فحسب بل تم التخطيط والاتفاق مع إدارة الجامعة على أوجه التعاون المشترك في المستقبل من النواحي العلمية والتعليمية والتدريبية وجارٍ تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
هكذا يتضح لنا أهمية دور المجمع في نشر اللغة العربية وتعليمها للناطقين بغيرها في كل البقاع والأصقاع مما يؤكد رؤيته الثاقبة ورسالته السامية.
** **
أ.د. شاه رستم غياث شاه موسا روف - رئيس قسم اللغة العربية آدابها بجامعة طشقند الحكومية للدراسات الشرقية بأوزبكستان