ترسيخ حدث بقيمة (يوم التأسيس) للمملكة العربية السعودية كمناسبة وطنية غالية في الثاني والعشرين من فبراير، الذي تم في مثل هذا الشهر من منتصف عام 1139هـ (1727م) للدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام 1233هـ (1818م) وعاصمتها الدرعية وهي مناسبة وطنية تظهر عمق التاريخ السعودي وثراء تراثه عندما أسس الإمام محمد بن سعود رحمه الله الدولة السعودية الأولى، واضعًا اللبنة الأولى لتوحيد البلاد والذي كان حدثًا تاريخيًا مفصليًا حول الدرعية والمنطقة لمسار تاريخي مختلف كليةً عن سابقاته، حيث أقام كيانًا ذا سيادة غير مرتبط بولاءات خارجية وذا عمق عربي وإسلامي أصيل أعاد الوهج والقيمة لشبه جزيرة العرب بعد أن فقدتها لقرون.
يمثل يوم التأسيس فرصة للتأمل في الإنجازات التاريخية التي تحققت عبر القرون بفضل الله من توحيد أراضي المملكة وترسيخ الأمن إلى بناء مجتمع متماسك قائم على القيم الإسلامية، كما يظهر هذا اليوم، مسيرة الدولة وكفاح الأجداد ولا شك أن المعرفة التاريخية بالعمق التاريخي للوطن له أهمية بالغة في البناء التربوي للأجيال من خلال تعزيز الهوية الوطنية في نفوسهم في ضوء معرفتهم بالمكانة الكبرى والفريدة لدولتهم السعودية المباركة، وما حققته دولتهم من المكتسبات العظيمة في جميع جوانب الحياة وما نشهده من الأمن والتقدم والرخاء في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان نتيجة لمواصلة هذه المسيرة العظيمة ولجهودهم المباركة. وإنه من أعظم ما يمكن أن يفاخر به الشعب.
يعد يوم التأسيس أيضًا مناسبة لتعزيز الانتماء والفخر بالهوية الوطنية حيث يشارك المواطنون والمقيمون في فعاليات متنوعة تسلط الضوء على تاريخ المملكة وتراثها الغني.
وختاماً:
يمثل يوم التأسيس فرصة للتأكيد على الدور المهم الذي يقوم به كل فرد في بناء مستقبل مشرق للمملكة مستلهمين الكثير من المعاني والمضامين والحقائق التاريخية العريقة وقيمهم الراسخة نحو أساسها وعظم بنيانها ومكانة دولتها وعراقة حضارتها والتفاف شعبها حول قيادته، وإنها ستواصل ملحمة المسيرة في الحفاظ على الوحدة والثبات على المبادئ والصمود أمام التيارات والشبهات المضللة والمغرضة ومحورية الدور والقدرة على التأثير ومواصلة التطور والنماء والتقدم.
** **
- د. طارق بن محمد بن يحي بن حزام