تمر علينا الذكرى السنوية ليوم التأسيس، الذي يرمز لقيام الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، -رحمه الله-، قبل ثلاثة قرون، حيث يجسد الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية الغالية الارتباط الوثيق بين المواطنين السعوديين وقادتهم التاريخيين ويترجم -في الوقت ذاته- الفخر والاعتزاز بما حققته الدولة السعودية من مظاهر الوحدة والاستقرار والأمن، وهذا أصبح أهم ركائز قوة الدولة وإمكانية بنائها على أسس متينة، وقيام نظام حكم مستقر واقتصاد قوي ونسيج اجتماعي متماسك.
هذا الاحتفال والفرح بهذه الذكرى العطرة يرسخ لدى الأجيال معرفة صمود الدولة السعودية الأولى والدفاع عنها في مواجهة المهددات التي تعرضت لها في بدايتها وكيفية التغلب عليها وإقامة نظام سياسي حديث ووحدة وأمن وعدل واستقرار.
كما أن فعاليات الاحتفال بيوم التأسيس تتيح للجميع الوقوف على جذور الدولة السعودية وقيامها على أعمدة راسخة وعميقة من العدل والوحدة وتلاحم القيادة والمواطنين في كل المراحل، وهذا يؤكد أن مؤسس الدولة السعودية الأولى كانت لديه رؤية مستقبلية ثاقبة، حيث بدأ التخطيط للتغيير عن النمط السائد منذ توليه الحكم فأسس لمسار جديد في تاريخ المنطقة من خلال ترسيخ الوحدة، ونشر التعليم وتكريس الثقافة وتعزيز التواصل بين أفراد المجتمع وحفظ الأمن وتحقيق الاستقرار، ومن مظاهر التأسيس الحديث التغلب على الصعوبات والتحديات والمهددات الأمنية وتوحيد شطري الدرعية وجعلها تعيش في أمان واستقرار.
ومن قوة الدرعية ووحدتها واستقرارها تحققت وحدة الدولة وتأمين حدودها وحماية طرق الحج والتجارة القادمة من شرق وشمال شرق الجزيرة العربية مما عزز مكانة الدرعية كمركز تجاري واقتصادي متعدد الموارد.
ونحن نستذكر يوم التأسيس والانطلاقة الأولى للدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود قبل 300 عام فلا بد أن نستحضر إنجازات أولئك الأئمة والملوك العظماء، وفي مقدمتهم مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- ورجاله الأوفياء وجهودهم الكبيرة التي أسفرت عن أمجاد المملكة العربية السعودية، حيث وضع الملك المؤسس الركائز الأساسية لما يفخر به الشعب السعودي وما ينعم به اليوم من مستويات معيشية متميزة، ووحدة وأمان واستقرار وجودة الحياة وما تعيشه المملكة من مكانة مرموقة بين الأمم وعلى دربه سار أبناؤه الملوك السابقون -رحمهم الله- وصولا إلى ما تشهده مملكتنا في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، من مشاريع تنموية وتطور ونهوض واستثمارات واسعة تنطلق من المواطن الذي يشكل رأس المال الحقيقي، والرهان القوي نحو المستقبل الزاهر وصانع الحاضر للمملكة التي باتت تلعب دوراً مؤثراً في محيطها الإسلامي والعالمي من خلال سياستها الخارجية المعتدلة وإسهامها في الاستقرار العالمي ودعم اقتصاد العالم وجهودها في خدمة الإسلام والمسلمين وخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار، ودورها الرائد في خدمة الإنسانية جمعاء.
ويحق لنا أن نفخر بهذا اليوم الذي يرمز لتأسيس هذا الكيان الكبير -السعودية- أدام الله عزها، ويشكل إرثا مهما من تراث المملكة وشعبها. حفظ الله قيادتنا الرشيدة وأدام عليها موفور الصحة والعافية، وحفظ بلادنا من كل شر ومكروه، وأدام عليها نعمة الأمن والاستقرار. والحياة الكريمة، والحمد لله.
** **
م. مطلق أبوثنين - رئيس بلدية القصب