في ذكرى تأسيس الوطن مبعث الفخر والاعتزاز بهذا الكيان العظيم الذي يرفل في عزة وإباء ومجد ورخاء في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو سيدي ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أيّدهما الله بنصره وتوفيقه، في عهد ممتد عبر عهود ملوك كرام بُويعوا على نهج العقيدة الإسلامية السمحة، التي اختط منهاجها الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - ليوحّد هذه البلاد تحت راية واحدة، فيبدل خوفها أماناً، ويجمع فرقتها، ويلبسها عدلاً وإحساناً.
سيرة نستلهم بها تأسيس الأئمة الأوائل بعهدي الدولة السعودية الأولى والثانية مع كل شارقة شمس، وبارقة نجم، لنحافظ عليها فتتيقنها أنفسنا، وترويها أفواهنا بعمل جوارحنا ليستشعرها كل مواطن ومقيم على هذا الثرى، كباراً وصغاراً، شباً وشيباً، رجالاً ونساءً، هذه المملكة العربية السعودية التحام صفوفنا، وشواهر سيوفنا دونها أسوار.
يوم التأسيس هو يوم بدأ هذا الكيان العظيم باسم الدولة السعودية في أولى مراحلها على يد المؤسس الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - من العاصمة الدرعية، قبل ثلاثمئة سنة في عام 1139هـ/ 1727م.
يوم بدأنا وطناً واحداً، وتُكتب ملحمة اللحمة الوطنية تحت قيادة واحدة، ثم تمتد العهود والعصور؛ لتوحيد بلادنا على يد الإمام الموحّد الملك عبدالعزيز - طيَّب الله ثراه - وما سار عليه أبناؤه الملوك وأحفاده لترفرف الراية الخضراء بعزة وإباء عبر كل الأنحاء وتظل خالدة، فهذا اليوم هو منطلق وحدة وتلاحم عمَّت الجزيرة العربية بأسرة عريقة بحكمها العادل، لبناء دولة ممتدة في عمق التاريخ لأطهر أرض، بها قبلة المسلمين، ومهبط آخر الشرائع وأحكمها الدين الإسلامي الحنيف، فدولة سعودية ثانية بقيادة الإمام تركي بن عبدالله، فعهد الدولة السعودية الثالثة بمؤسس هذا الكيان الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي لدوله اسمها المملكة العربية السعودية تنعم بالأمن والأمان حتى عهدنا الحاضر في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وفي صورة من صور الامتداد المتجدد الطموح نحو المستقبل ما قال قائد التغيير، رُبان الرؤية المباركة سمو ولي العهد الأمين - حفظه الله -: «رؤيتنا لبلادنا التي نريدها، دولة قوية مزدهرة تتسع للجميع، دستورها الإسلام، ومنهجها الوسطية، تتقبل الآخر. سنرحب بالكفاءات من كل مكان، وسيلقى كل احترام من جاء ليشاركنا البناء والنجاح».
وبلادنا اليوم - ولله الحمد والمنة - تعيش في نهضة وتطور ليس لها مثيل في جميع المجالات وفي كل مناطق المملكة ومنطقة عسير بكافة محافظاتها ومراكزها حظيت بالكثير من الدعم والاهتمام من حكومتنا الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وجهود جبارة من سمو أمير المنطقة - حفظهم الله تعالى - وفق رؤية مباركة بنيت على مجتمع مزدهر ووطن طموح.
وفي الختام يسرّني بالأصالة عن نفسي ونيابةً عن منسوبي البلدية أن أرفع آيات التهاني والتبريكات لوالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولسمو سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عرَّاب رؤية المملكة 2030 - حفظهما الله - بهذه المناسبة الوطنية وأسأل الله المُضي قدماً نحو رفعة وطننا، وعزِّ أمتنا بوحدة وتلاحم. وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان في ظل قيادتنا الرشيدة.
** **
م. فرحان بن أحمد العامري - رئيس بلدية محافظة تنومة بمنطقة عسير