يُعَدّ اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية مناسبة عظيمة تُستذكر فيها بطولات وإنجازات الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله. تمكن الملك عبدالعزيز، بفضل قيادته الحكيمة وشخصيته الفذة، من توحيد مناطق شبه الجزيرة العربية المتناثرة تحت راية واحدة، رغم التحديات التي واجهته، سواء من حيث التنوع القبلي أو النزاعات السائدة آنذاك.
ما يميز إنجازات الملك عبدالعزيز، رحمه الله، ليس فقط في توحيده لهذه المناطق، بل في الأسلوب الذي اعتمده لتحقيق ذلك. فقد كان بعيدًا كل البعد عن العنف والقمع؛ حيث كانت سياسته ترتكز على السلم والدعوة إلى الوحدة، مما أكسبه قلوب القبائل المختلفة على امتداد الجزيرة. كان يؤمن بأن الحروب ليست هي السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف، بل إن الحوار والسلم هما الطريق الأمثل لتحقيق الوحدة والازدهار.
إن قدرة الملك عبدالعزيز، رحمه الله، على كسب ولاء واحترام القبائل المختلفة تُعَدّ معجزة بحد ذاتها، خاصة في ظل التحديات الاجتماعية والعرقية التي كانت متفشية في ذلك الوقت. إنه رجل لم تُنجِب الجزيرة مثله، رجل جمع الشتات ووحد القلوب بسلام، وبنى دولة عظيمة تظل شاهدة على إنجازاته.
واليوم، يستمر إرث الملك عبدالعزيز، رحمه الله، من خلال الإنجازات التي حققها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله. فقد شهدت المملكة تحت قيادتهما نهضة شاملة في مختلف المجالات، من خلال رؤية 2030 التي وضعت المملكة على مسار تنموي جديد، يعزز من مكانتها إقليمياً ودولياً، ويرتقي بحياة المواطنين نحو مستقبل مشرق ومزدهر.
***
- د. فهيد بن سالم آل شامر العجمي