لم يكن الوطن يوماً ما يمثل هوية أو جنسية فحسب بل يمتد إلى أبعد من ذلك، كون الهواء الذي نتنفسه والمكان الذي نعيشه والأرض التي عليها ومنها نشأنا وفيها كونت علاقتنا به التي تتميز بالعشق والحنين. كيف لا ووطني وطن المقدسات وأرض الرسالات ومصدر الطاقة وقبلة المسلمين في أقطار العالم.
وطني يمثل إرثا وحضارة وتاريخا وقيم ومبادئ راسخة. وطني يمثل رؤية طموحة وقيادة راشدة وشعبا شغوفا لصناعة الانجازات وتحقيق النجاحات.
وطني نهضة متسارعة وتنمية مستدامة وريادة يشار لها بالبنان في المحافل الدولية. وطني انتماء صادق وولاء دائم وتضحيات من أجل البناء. وطني قوة ضاربة وحزم على المعتدين وعزم نحو العلا والقمم. وحق لنا أن نفخر ونفتخر بمنجزاتنا المتوالية وقيادتنا الداعمة والملهمة للارتقاء بوطننا إلى عنان السماء، ونعمل للحفاظ على مكتسباتنا والمحافظة على مقدراتنا ونسابق الزمن للسعي دوما بهمة عالية وإصرار وعزيمة لتحقيق طموحاتنا وأهدافنا وفق رؤيتنا. فأسلافنا هم من عملوا على توحيد الوطن وضحوا بالغالي والنفيس من أجل إرساء أمنه وحماية حدوده ومقدراته.
وبما أننا نعيش اليوم يومه الوطني (94) فإننا نستذكر ذلك ونستشعر دورهم الرئيسي للوصول إلى ما وصلنا له اليوم، ولم يتبقَ إلا استشعار مسؤولياتنا تجاه المساهمة بفعالية في نهضته والمحافظة على أمنه وتحقيق رؤيته. ويبقى أيضا العمل على ترسيخ مفهوم حب الوطن وعشقه والتضحية لأجله في ابنائنا وبناتنا من أجل استمرارية البناء والنهضة والإنجاز.
وطننا مسؤولية في أعناقنا وأعناق من بعدنا ليس لأنه أرضنا وعشقنا فحسب بل لأنه بلد الاسلام ومنطلق الرسالة ومصدر الطاقة وأرض السلام. منها انطلق شعاع النور للكون وضياء الحياة وغذا الروح. ويومنا الوطني ونحن نعيش واقعه وحاضره فإننا نعيش معه وفي ظل خادم الحرمين الشريفين ورؤية سمو ولي العهد وبجميع مؤسساته وقطاعاته يحقق التميز تلو التميز والنجاح تلو النجاح في جميع مجالاته التنموية والرياضية والسياسية والاقتصادية وجميع المجالات الأخرى.
اسأل الله العظيم أن يحفظ وطننا ويديم أمنه واستقراره ويبعد عنا كيد الكايدين وعبث العابثين ليبقى شامخا برؤيته وعاليا بحزمه وعزمه.
**
- محسن الذيابي