أحدث نفسي لأكون جاهزاً أمام من حولي إذا اجتمعوا عندي وجاءوا زُرافات وَوُحدانا.. ماذا أقول لأبنائي وأحفادي وطلابي عن اليوم الوطني، ثم وجدت أفضل طريقة وأنجع أسلوب هو أن أصيغ لهم المعلومات على شكل أسئلة وأجوبة لترسخ في أذهانهم المعلومة.
السؤال الأول: ماذا يعني اليوم الوطني؟
اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يوافق اليوم الأول من الميزان بتاريخ 23 سبتمبر من كل عام، وتحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني في هذا التاريخ من كل عام. وذلك تخليداً لذكرى توحيد المملكة وتأسيسها على يدي جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله. ففي مثل هذا اليوم من عام 1351هـ / 1932م سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة البطولة التي قادها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - على مدى اثنين وثلاثين عاماً بعد استرداده لمدينة الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م. وفي تاريخ 17 جمادى الأولى 1351هـ صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار الملك عبدالعزيز يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية.
السؤال الثاني: ماذا نختلف فيه عن الدول الأخرى؟
نختلف عن الدول الأخرى بأن معظم الدول في العالم قاطبة يكون يومها الوطني هو يوم استقلالها من الاستعمار، بما في ذلك الدول العظمى. فمثلاً اليوم الوطني الأمريكي هو يوم الاستقلال عن بريطانيا، وهو يوم إعلان استقلال الولايات المتحدة الأمريكية من استعمار بريطانيا العظمى، وقد أصبحت ولايات مستقلة، وبالتالي لم تعد جزءًا من الإمبراطورية البريطانية. بينما نحن في المملكة العربية السعودية يومنا الوطني هو يوم التوحيد والتأسيس والاتحاد والبناء، فوطننا الغالي -بفضل من الله - لم يتعرض يوماً من الأيام على مر التاريخ للاستعمار البتة. لذلك في اليوم الوطني ترفرف الأعلام السعودية على الطرق والمباني العامة والخاصة، ويعم الفرح والسرور بين الناس في السعودية حيث الأمن والأمان والرخاء والاستقرار بحمد الله وتوفيقه.
السؤال الثالث: ما واجبنا في مثل هذا اليوم؟
واجبنا في مثل هذا اليوم والمناسبة الوطنية الغالية، أن نستحضر في أذهاننا، ونُدون للأجيال القادمة من أبنائنا، كلَّ التضحيات العظيمة، التي بذلها حكام هذه البلاد وأبناؤهم وبناتهم المخلصون في سبيل بناء هذا الوطن الشامخ العظيم وترسيخ قواعده المتينة، بتجربة تنموية رائدة، استندت على قيم إنسانية وحضارية شاملة وفريدة، في ظل قيادة حكيمة تُراعي مصالح الوطن والشعب داخلياً وخارجياً، وتُسَخِّرُ كلَّ الإمكانيات والطاقات المتاحة على هذه الأرض المعطاء، التي انبثقت منها الرسالة المحمدية الخالدة، لتحقيق مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً للمواطن السعودي.
وفي هذا العهد الميمون بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين؛ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - تمتد مسيرة الخير والعطاء والبناء، مُتخطية الحاضر للمستقبل، برؤية ثاقبة طموحة متجددة رؤية 2030، أشعل مصباحَها وليُّ العهد - أيَّده الله - لتُضيءَ جميع مناحي الحياة، وتطرقَ كل أبواب التطور والنمو والتقدم في جميع المجالات السياسية والتعليمية والاقتصادية والثقافية وغيرها. ويأتي هذا في إطار ما توليه حكومتنا الرشيدة من اهتماماً كبيراً بالتعليم في رؤيتها الوطنية الطموحة، حيث جعلته محوراً مهماً في برنامج التحول الوطني، سعياً منها إلى تحسين البيئة التعليمية، فاستهدفت الأنظمة والإجراءات بما يكفل انضباط التعليم ورفع كفاءة الأداء في المؤسسات التعليمية.
واليوم بحمد الله أصبحت المملكة العربية السعودية واحدةً من الدول الأقوى اقتصادًا في العالم، لتقود مجموعة العشرين (G20)، متكئة على الأسس الراسخة التي قامت عليها المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها، بالتمسك بقيمها ومواكبة التطور ومسابقته، واضعةً المواطن السعودي هدفها الأول في التنمية.
***
- د. عبدالله بن مساعد الفالح / كلية العلوم - جامعة الملك سعود