«إن الله - جل وعلا - قد أكرمنا في هذه البلاد الطيبة بجمع كلمتنا تحت راية الإسلام الخالدة «لا إله إلا الله محمد رسول الله»؛ فكلمة التوحيد هي الأساس الذي قامت عليه هذه البلاد، واتخذتها شعارا لها، ومنهجا لحياتها، وأساسا لنظامها؛ أكد ذلك الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حين دخل مدينة الرياض في الخامس من شوال سنة 1319هـ؛ استمرارا للمنهج الذي سار عليه آباؤه وأجداده؛ المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - هذه الكلمات المضيئة كتبها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - في مقدمة إصدارات دارة الملك عبدالعزيز بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية، قبل 27 عاما.
ولقد طبق جلالة الملك عبد العزيز - رحمه الله - الشريعة الإسلامية وجعلها منهج حكم تنطلق من مبادئ الدين الإسلامي، مما ساعده في تأسيس دولة حديثة كانت المرحلة التاريخية في أمس الحاجة إليها، حيث استطاع أن يوحد قبائل وحواضر الوطن، وأن ينشر الأمن والاستقرار بينهم، وهنا تذكرت كلمة المؤسس رحمه الله: «لقدْ ملكتُ هذِه البلادَ التي هي تحتَ سلطتِي باللهِ، ثمَّ بالشِّيمةِ العربيَّةِ، وكلُّ فردٍ من شعبِي هو جنديٌّ وشرطيٌّ، وأنَا أسيرُ وإيَّاهم كفردٍ واحدٍ، لا أفضِّلُ نفسِي عليهِم، ولا أتَّبعُ في حُكمِهم غيرَ مَا هُو صالحٌ لهُم، حسبمَا جاءَ في كتابِ اللهِ، وسُنَّةِ رسولِهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - «.
كما انتهج الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في تعامله مع مواطنيه سياسة قائمة على الشورى والتناصح مع الرعية واغتنام الفرص لتبادل الرأي مسترشدا بما جاء به ديننا الإسلامي، فكان لهذا النهج القويم الذي سار عليه أبناؤه من بعده الأثر الكبير فيما تعيشه المملكة وأهلها من تلاحم وتطور كبير قائم على تعاضد الدولة والمواطنين.
وتجسيداً لهذا النهج كانت لقاءات الملك عبد العزيز مستمرة ومتواصلة مع المواطنين يقدم لهم النصح ويسدي لهم التوجيه، ورغم أنه كان يعمل أكثر مما يقول إلا أنه ترك لنا كلمات خالدة تسجل حكمته ورجاحة رأيه، حيث كانت كلمته موقفاً يلتزم به ونهج يسار عليه وحق يصدع باطل الأعداء.
أخيراً.. إن يوم الوطن فرصة للأجيال لقراءة تاريخ المؤسس - رحمه الله - قراءة متأنية، لمزيد من بناء «الذات السعودية» القائمة على حب الوطن والولاء لقيادته الرشيدة من عهد المؤسس إلى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - وولي عهده الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -.
***
- عبدالله الكندي