تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني في اليوم الأول من الميزان الموافق 23 سبتمبر من كل عام، وذلك تخليداً لذكرى توحيد المملكة وتأسيسها على يد جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1351هـ / 1932م سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة بطولية قادها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه- على مدى اثنين وثلاثين عاماً بعد استرداده مدينة الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه وفي 17 جمادى الأولى 1351هـ صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار الملك عبدالعزيز يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية.
وقد ورث الملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه- أبناؤه الملوك الذين واصلوا التطوير والإصلاح وبناء الداخل والخارج بدءاً من عهد الملك سعود، ثم الملك فيصل، ثم الملك خالد، ثم الملك فهد، ثم الملك عبدالله -غفر الله لهم. حتى تسلّم مقاليد الحكم ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- ليواصل مسيرة التنمية في كافة جوانبها.
وبحكمة عضده ولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان، صاحب الرؤية ومحقق الإنجازات، الشاب الطموح الذي سخّر وقته وجهوده في خدمة دينه ووطنه ومواطنيه من خلال رؤية تطويرية وحنكة عصرية أسهمت في قيام عدد من الإصلاحات، وخصوصاً الاقتصادية والسياسية التي اختصرت الزمن وحققت عدداً من الإنجازات خلال مدة وجيزة وضعت المملكة العربية السعودية بين دول العالم المتقدم، ضمن قادة العالم سياسياً واقتصادياً، بتوفيق المولى -عزّ وجلّ- أولاً ثم بالدعم الكبير والتوجيهات السديدة التي حظي بها من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- للمسير نحو المستقبل المشرق الذي رسمته رؤية سمو ولي العهد الحكيمة، 2030، التي تسعى إلى التطوير والتغيير والشفافية في جميع المجالات، (فهي رؤية تقوم على التنوع في مصادر الدخل، ورفع كفاءة الاقتصاد الوطني وتعدد مداخيله، وتعزيز كيانه لمواجهة التقلبات الاقتصادية، والتحديات الإقليمية، والتحولات السياسية، وتفعيل دور المواطن وإعطاء المرأة السعودية دورا للمساهمة في نهضة الوطن، مع مكافحة الفساد ومحاربة الفكر المتطرف ونشر الإسلام الوسطي). وهذه الرؤية تتضمن عدداً من الخطط الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، إذ تتشكل من ثلاثة تقسيمات هي: الاقتصاد المزدهر، والمجتمع المتقدم، والوطن الطموح.
وتجلى اهتمام سمو ولي العهد، في تنفيذ الإصلاح الاقتصادي الشامل للدولة، حيث رسم خارطة طريق للمملكة عبر 12 برنامجًا تنمويًا تخللتها مبادرات تنموية سيتم تحقيقها -بمشيئة الله-، بما يكفل تعزيز متانة الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره.
وشهدت المملكة - بدعم سموه ومتابعته - إطلاق عدد من المشروعات الكبرى، منها مشروع «نيوم» الذي يستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية، مشتملاً الطاقة والمياه، والتنقل، والتقنيات الحيوية، والغذاء، والعلوم التقنية والرقمية، والتصنيع المتطور، والإعلام والإنتاج الإعلامي، والترفيه، والمعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لبقية القطاعات.
كما أطلق سمو ولي العهد في الثامن من ذي القعدة 1438هـ الموافق 31 يوليو 2017م مشروعاً سياحياً عالمياً في المملكة تحت اسم مشروع البحر الأحمر، يُقام على أحد أكثر المواقع الطبيعية جمالاً وتنوعاً في العالم، بالتعاون مع أهم الشركات العالمية وأكبرها في قطاع الضيافة والفندقة، لتطوير منتجعات سياحية استثنائية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه.
وقد امتدت رؤية سمو ولي العهد -حفظه الله- لتشمل منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تشكّل وحدة دول المجلس وتقوية مؤسساتها، والحفاظ على منظومة المجلس وازدهار دوله وتنمية شعوبه في قائمة اهتمامات (الرؤية) الطامحة إلى تحويل المنطقة بقيادة قادة دول الخليج إلى أوروبا جديدة.
وقد أكد سمو ولي العهد أن ما تحقق لدول مجلس التعاون الخليجي من منجزات تنموية بحجم اقتصاداتها على امتداد جغرافية الشرق الأوسط، سيجعلها مراكز جذب مميزة، تسهم في زيادة معدلات برامج التنمية، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، وتحسين برامج الحياة، وتأهيل الشباب للانخراط في سوق العمل وتمكينهم في القطاعات الجديدة والواعدة.
فسمو ولي العهد قائد إصلاحي يعمل بقوة على التغيير في بلده عبر سلسلة واسعة من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية وصفت بأنها غير مسبوقة في أكثر من محفل دولي.
كما لا يفوتنا نحن أبناء منطقة عسير أن نشيد بما يقدمه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير الأمير القريب من قلوب الجميع أمير التواضع صاحب الأيادي البيضاء والذي يتابع كل ما يهم مواطن منطقة عسير بنفسه. في الوقت الذي كسب فيه سمو ولي العهد قلوب الجميع من أهالي عسير بزياراته للمدن والقرى والمنازل وتلمس احتياجات المواطنين والمقيمين. فهو رئيس هيئة تطويرها، وقد وعد سموه أن تكون عسير الوجهة السياحية الأولى في المملكة، وقد دعمت حكومة خادم الحرمين الشريفين المشاريع التنموية في المنطقة ومراحل التطوير..
أسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا وحكامنا وشعب المملكة، وأن يديم علينا الأمن والأمان والرخاء في ظل قيادتنا الموفقة والحكيمة.
**
- م. فرحان بن أحمد العامري/ رئيس بلدية محافظة تنومة - منطقة عسير