يحتفل الشعب السعودي بواحد من أغلى الأيام على قلوبهم، اليوم الوطني السعودي، الذي يحمل في طياته معاني الحب والولاء والفخر لهذا الوطن العظيم.
يوم يثبت فيه السعوديون للعالم أجمع مدى عشقهم لوطنهم الذي لم تطؤه قدم محتل، ولم يحكمه مستعمر، حيث تحتفل المملكة هذا العام بذكرى تأسيسها الـ94، معبرةً عن مسيرة طويلة من الإنجازات والنماء التي تحققت بفضل رؤية القيادة الحكيمة.
تعود بنا الذكرى إلى عام 1932م، عندما أعلن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - توحيد الجزيرة العربية تحت راية واحدة، بعد مسيرة كفاح طويلة خاضها مع رجاله المخلصين. كانت الجزيرة العربية تعيش ظروفًا صعبة، حيث سادت الفوضى والفرقة والعادات الجاهلية، لكن بإرادة الله ثم بعزيمة الملك عبدالعزيز وكلمته التوحيدية «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، تحققت الوحدة والأمن والاستقرار، لتصبح السعودية أرض الحرمين الشريفين ورمزًا للتوحيد.
بعد توحيد المملكة، انتقلت السعودية إلى مرحلة جديدة من البناء والتنمية، مسيرة مستمرة حتى اليوم؛ بفضل الله ثم بفضل قيادتها الحكيمة، أصبحت المملكة في مقدمة الدول على مختلف الأصعدة، فحازت الريادة في العديد من المجالات، وفرضت حضورها بقوة في المحافل العالمية. وفي ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، تشهد المملكة تحولًا كبيرًا نحو المستقبل من خلال رؤية 2030، التي تسعى لتحقيق التنمية المستدامة وتنويع الاقتصاد وتعزيز مكانة المملكة العالمية.
من واجب كل أب وأم أن يغرسوا في قلوب أبنائهم حب الوطن والانتماء له. فالأطفال الذين يكبرون على هذه القيم سيصبحون مواطنين صالحين يساهمون في بناء الوطن والحفاظ على مكتسباته. إن المملكة العربية السعودية، بما تنعم به من أمن ورخاء واستقرار، تمثل نموذجًا فريدًا يجب الحفاظ عليه، وهذا يأتي بتلاحم القيادة مع الشعب، والثقة المتبادلة بينهم.
لا يمكن لأي دولة أن تحقق التقدم والازدهار دون وجود الأمن والاستقرار ولله الحمد، المملكة العربية السعودية تعتبر واحة أمن وسلام، حيث ينعم المواطنون والمقيمون فيها بالطمأنينة والرخاء، هذه النعمة العظيمة هي ثمرة لعلاقة مميزة بين القيادة والشعب، حيث تسود الرحمة والألفة والثقة المتبادلة. ومع احتفالنا باليوم الوطني، يجب أن نتذكر أهمية هذا الأمن، وأن نسعى جاهدين للحفاظ عليه ودعمه.
تأتي ذكرى اليوم الوطني هذا العام لتعزز وحدتنا وتحفزنا على دعم رؤية 2030، التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. هذه الرؤية الطموحة تمثل خارطة طريق لمستقبل مشرق، حيث تضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة اقتصاديًا واجتماعيًا. إن تحقيق هذه الرؤية يتطلب التزامًا من كل مواطن سعودي، وعملًا دؤوبًا من أجل تحقيق الخير والتقدم والرخاء لبلادنا الغالية.
في هذه الذكرى الغالية، لا يسعنا إلا أن نعبر عن فخرنا بوطننا وانتمائنا له، وولائنا لقادتنا الذين جعلوا من المملكة نموذجًا يُحتذى به. ندعو الله أن يديم على وطننا الأمن والأمان، وأن يحفظ قيادتنا الحكيمة وجنودنا البواسل، وأن يظل وطننا الغالي فوق هام السحب، متقدمًا ومتطورًا نحو مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا. كل عام والمملكة العربية السعودية بخير، وكل عام ووطننا عزيز وغالٍ في قلوبنا.
***
- د. حمود بن فلاح العتيبي