المملكة العربية السعودية دولة بحجم قارة، وحدها الملك عبدالعزيز آل سعود بعبقرية فذة وبعد نظر تجاوز المكان والزمان وطموح لا يعرف المستحيل وإرادة وتصميم وعزيمة وإصرار ليس له مثيل.
استقرت المملكة بالتوحيد في عهد الموحد الميمون، ثم استمرت بالنمو والازدهار في عهده وعهود أبنائه الملوك حتى أصبحت في مصاف أعظم الدول.
تشمل المملكة العربية السعودية حوالي أربعة أخماس الجزيرة العربية بمساحة تبلغ حوالي (2,149,690) كم2، وبتلك المساحة الشاسعة تعتبر دولة بحجم قارة، حيث تحتل المرتبة الثانية عشرة على مستوى العالم من حيث المساحة، والمرتبة الخامسة على مستوى قارة آسيا، وثاني أكبر الدول العربية، وأكبر دولة في الشرق الأوسط بمساحة تزيد على ضعف مساحة جميع دول الجزيرة العربية (اليمن ودول الخليج الخمس)، وتقارب مساحة المملكة بعدد سكان يبلغ حوالي (30) مليون نسمة مساحة الهند التي يسكنها أكثر من (بليون) نسمة.
تمتد أراضي المملكة من ساحل الخليج العربي شرقاً إلى ساحل البحر الأحمر غرباً، ومن جبال اليمن جنوباً إلى سهول الهلال الخصيب شمالاً. وللمملكة حدود بحرية مع إيران في آسيا شرقاً، ومع السودان ومصر في إفريقيا غرباً، وحدود برية مع اليمن جنوباً، ومع العراق والأردن شمالاً؛ مما يعبر عن الحجم القاري الضخم. ويبلغ مجموع أطوال سواحل المملكة حوالي (3500) كم، ويبلغ مجموع جزرها في البحر الأحمر والخليج العربي نحو (1300) جزيرة مختلفة المساحة.
تحتل المملكة المرتبة الأربعين بين دول العالم من حيث عدد السكان بعدد يزيد على (30) مليون نسمة.
تمثل الزراعة أكثر الدلائل تعبيراً عن مساحة المملكة الشاسعة وتنوع مناخها الكبير واختلاف طبيعة أراضيها المتباين، حيث تختلف المحاصيل الزراعية في كل منطقة عن الأخرى، فيزرع القمح في نجد، والأرز في الأحساء، والتمور في القصيم، والتين والخوخ والمشمش في تبوك، والزيتون في الجوف، والورود والعنب والرمان في الطائف، واللوز في السراة، والذرة في عسير، والمنجا والموز والبابايا والبن في جازان؛ وذلك التنوع الكبير في النباتات والمحاصيل الزراعية التي لا يمكن أن تنمو إلا في مناطق مختلفة تفصل بينها مسافات كبيرة وتختلف مناخاتها اختلافات جذرية يدل على سعة مساحة المملكة وترامي أطرافها، وتعتبر المملكة من أوائل الدول على مستوى العالم في إنتاج التمور حيث يوجد بها ما يزيد على (23) مليون نخلة.
تحتل المملكة المرتبة الأولى عالمياً بحجم الاحتياطي النفطي، والمرتبة الأولى عالمياً بكمية الإنتاج والتصدير، وتمتلك ربع إجمالي الاحتياطي العالمي من النفط، ويوجد بها أكبر حقل نفطي في العالم (حقل الغوار)، وأكبر حقل نفط بحري في العالم (حقل السفانية)، وتحتل المرتبة الرابعة عالمياً بحجم احتياطيات الغاز، والمرتبة الثامنة عالمياً من حيث طاقة التكرير مع توجه لتصبح الأولى عالمياً، وللمملكة موارد طبيعية أخرى من المواد الخام الصناعية والمعادن ومنها الذهب والفضة والبلاتين والنحاس والزنك والرصاص والحديد والبوكسيت والحجر الجيري والجبس، وأكبر احتياطي على مستوى العالم من معدن الفوسفات، ومخزون ضخم من مادة السيليكا التي تتوفر في بلايين الأطنان من الرمال، وكميات كبيرة من اليورانيوم تشكل نسبة (6 %) من إجمالي الاحتياطي العالمي، إضافة إلى خامات النيوبيوم والتيتانيوم والليثيوم وبعض العناصر النادرة.
يصنف الاقتصاد السعودي ضمن أكبر (20) اقتصاد على مستوى العالم. والمملكة هي الدولة العربية الوحيدة العضو في مجموعة العشرين، وهو منتدى يضم الدول التي تمتلك أكبر (20) اقتصاد عالمي، والتي تحوز على ثلثي التجارة العالمية، وتمتلك أكثر من (90 %) من مجموع الناتج المحلي من المواد الخام لجميع بلدان العالم.
المملكة العربية السعودية مهد العروبة ومنبع الإسلام ومهبط الوحي وبلد الحرمين.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم عليها نعم الأمن والاستقرار والازدهار في ظل قيادتها الرشيدة ومواطنيها المخلصين.
***
- حمد بن إبراهيم الحسين