هنا في قلب العالم بلد قاري اسمه ورسمه ( السعودية )، ممتدة أطرافه راسية أوتاده نشأت عليه المملكة العربية السعودية منذ ثلاثة قرون، فأشرقت عليه شمس السعادة بالإسلام أولاً ثم بهذه الدولة ثانياً, ملأ السمع والبصر وسارت بأخباره الركبان، وطن جميل مبهج، فيه أصالة العروبة وصفاء الإسلام، شريعته الإسلام، وعقيدته التوحيد، وأخلاقه المروءة والفطرة.
علمه الذي يرفرف بـ (لا إله إلا الله) في لون أخضر قشيب أنيق وفيه رسمة سيف قاطع ونخلة باسقة فالنخلة كرم وإكرام والسيف أمن وأمان.
أحبه ملايين المسلمين لما يرونه فيه من إسلام مجسد وكرم محقق وعطاء بأيدي سخية لا تكل ولا تمل.
وفي وطني السعودية تتناغم البادية والحاضرة والأبيض والأسود متساويين في الحقوق مشتركين في المسئوليات يعيشون الأمن لا تداهم بيوتهم ولا يصرخ في أوجههم صارخ، العدل فيهم مبسوط والظالم ظلمه عليه مردود.
المساجد معمورة والمدارس غير مهجورة، ومعالم السعد ظاهرة منشورة والأسواق عامرة بما لذ وطاب والطرق مؤمنة آمنة، والفرص متاحة لكل عاقل طموح كسوب.
في بلادي السعودية ولاة كلهم كاسمهم السعودي في ولايتهم السعادة وفيها العز والريادة لا يتكبرون على الرعية ويحنون على الوطن وأهله، لهم رحمة وعدل أطمعت الناس في برهم ونوالهم، ولهم شجاعة وبأس سكنت بها البلاد وخافهم بها كل من يريد ببلادنا الفساد.
وهم مع أبوتهم لرعيتهم إخوة للعرب والمسلمين فقد كان الاهتمام بالعرب والمسلمين من أولويات المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - ثم أولاده، فحمى الله بسعودهم ثم فهدهم الكويت ، وحمى الله بعبدالله مصر والبحرين، وحمى الله بسلمان وولي عهده من طغيان الفرس ولا تزال أشبالهم وجنودهم تزأر في اليمن وفي كل بلد يراد به مكراً بالإسلام والعروبة ، وهل ينسى التاريخ فيصل التضامن الإسلامي وخالد الرحمة بالمسلمين؟
نحن في بلادنا السعودية نحب دولتنا ونحب حكومتنا حباً فطرياً وحباً دينياً وحباً معاشياً وحب مروءة ووفاء.
أما حب الفطرة فكل مفطور سوي الفطرة فهو يحب وطنه وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب وطنه.
وأما الحب الديني فكيف لا نحب دولة تصارع الأعداء من أجل دينها، تظهر التوحيد وتحميه، وتحذر من الشرك وتمنع مظاهره، وتنشر السنة وتمنع البدع.
وأما حبنا المعاشي والمصلحي فلأننا في دولة أبوية رحيمة تلقينا فيها التعليم بأموال تدفع منها لنا ولأولادنا تحفزنا فيها على التعليم، بنت لنا المدارس, وشيدت من أجلنا الجامعات, ومهدت لنا التعليم العالي الراقي.
نجد فيها العلاج مجاناً، والخدمات متوافرة سهلة ميسورة، كرامتنا فيها محفوظة، تصان فيها أعراضنا ويجاب فيها صريخ المظلوم منا. وللفقراء والمعوزين مبرات ترفق بهم وتلطف شظف عيشهم.
وأما حب الوفاء فيحملنا عليه كل جميل قديم فيها وحادث فسل عن ذلك الأجداد والأحفاد..؟! واستنطق قصص أهل البلاد كيف كانوا مع ملوك هذه الدولة دروعاً تقيهم بأنفسهم..؟!.
احتضنت بلادي أكثر من عشرة ملايين عربي ومسلم من كل بلاد العروبة والإسلام يجدون فيها سماء ظليلة وأرضاً غير مملة عاشوا فيها دهوراً وكسبوا فيها أجوراً بنوا منها قصوراً وآبوا إلى بلادهم سالمين بجميل التذكار وصادق الوفاء والحنين إلى هذه الدار، وسبقهم ملايين وملايين عاشوا في هذا الوطن السعيد اسألوهم ماذا وجدوا؟ وماذا كسبوا؟ وكيف كانت معاملة الدولة والشعب لهم؟ فأهل الوفاء منهم في كل طريق ينشرون عبق الثناء وأريج المسك في تذكار محاسن هذه الدولة وشعبها الكريم على العرب والمسلمين ونحن لا نتمدح ولا نتفاخر - معاذ الله - بل إننا لنبتهج أن نكون ظلاً لكل من يريد الاستظلال بسمائنا والترفق برفق أرضنا وإننا لنحن الأخوة لأخوتنا فهم أخوة الدين والدم واللغة.
وكم رأينا وسمعنا أخانا العربي أو المسلم إذا انتهى مقامه في ديارنا كان ختام وداعه أنواع من الهدايا تأتيه من أهل محلته رجالاً ونساءً، بل بعضهم يظل متواصلاً معنا متذوقاً جميل رفدنا غير ناسين حق إخوته وسابق عشرته.
وطني اشتق له اسم السعودية نسبة إلى حكامه العادلين..
وهل ضار الأمويين أو العباسيين أو المماليك أو العثمانيين وغيرهم انتسابهم لحكامهم؟
فليست السعودية فرداً في ذلك؟
وإن (السعودي) لنسبة جميلة قلما تجد أجمل منها إنها من السعادة لفظاً ومعنى، ولن نساوم على هذا اللفظ الجميل الذي تضمن حقيقة معناه وليس لفظا أجوف, ومن وراء هذه النسبة (السعودي) ملايين من الكرام تربوا عليه وأصبح يعمل فيهم ما تعمله الكلمة الرنانة الهادئة الرفيقة في آن واحد, ولا يكره ذلك إلا من بطر نعمته أو انساق وراء جاهلية أحزاب أو وسواس نفوس حاقدة وهم قلة قليلة يتدحرجون في مستنقعات الشرور والشذوذ عافنا الله والمسلمين من ذلك.
فالحمد لله على نعمة السعادة والسعودية حمداً كثيراً طيباً مباركاً..
اللهم احفظ دولتنا المملكة العربية السعودية سعيدة بالإسلام والتوحيد والشريعة والسنة، وسعيدة بالتآلف بين الراعي والرعية وسعيدة بالتآلف بين أهلها والمقيمين على أرضها اللهم وفق خادم الحرمين وولي عهده لما فيه صلاح بلادنا وبلاد العرب والمسلمين في دينهم ودنياهم واكف اللهم أبناء الوطن وبناته شر دعاة الفتنة والمفسدين والماكرين والمتربصين.
***
- د. سليمان بن ضيف الله بن محمد اليوسف/ الأستاذ في كلية الشريعة والقانون بجامعة المجمعة وخطيب جامع ابن باز بمحافظة الشماسية - القصيم