في 17جمادى الأولى 1351هـ الموافق للأول من الميزان 23 سبتمبر (أيلول) 1932 م توحدت المملكة العربية السعودية على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه- بعد أن كانت مناطق متناثرة وقبائل متناحرة وجهل مطبق وفقر مهلك وصحراء جدباء و طرق وعرة ومبان متهالكة وخرافات وبدع تدمر الأرواح قبل الأجساد.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1351هـ/ 1932م سجل التاريخ توحيد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة من البطولات التي قادها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - هو وجنوده العظماء حيث استرد مدينة الرياض في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م.
وفي 17 جمادى الأولى 1351هـ صدر مرسوم ملكي بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار الملك عبدالعزيز يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية.
وإذا ما تحدثنا عن مسيرة وطن فمن الواجب أن نتكلم عن هذا القائد العظيم الذي وحد بلادنا على التوحيد ورسخ دستورها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.. فقد ولد الملك عبدالعزيز في مدينة الرياض عام 1293هـ/ 1876م، ونشأ تحت رعاية والده الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله آل سعود، وكان الملك عبدالعزيز في صباه مولعاً بالفروســــية وركوب الخيل، وعرف بشـجاعته وجرأته وإقدامه وخلقه القـــويم وإرادته الصلبة، وقد رافق والده في رحلته إلى البادية بعد الرحــيل من الرياض، وتأثر -رحمه الله- بحياة التـنقل خـاصة فيما يتعلق بالجـدية وصلابة العــود وقوة التحمل. وعندما حل الأمير عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بالكويت كان عبدالعزيز الابن في الثانية عشرة من عمره، وقد بقي في الكويت مع والده وأسرته لمدة تقارب عشر سنوات، درس خلالها القرآن الكريم وخبرات السياسة وإدارة المعارك، وانطلق الفتى اليافع عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود من الكويت على رأس حملة من أقاربه وأعوانه صوب الرياض، وكان عمره 26 عاماً ليستعيدها ويبدأ رحلة الوحدة لبلاده لتصل للوحدة الكبرى تحت راية التوحيد.
لم يكتفِ بلمّ شتات البلاد بل بدأ في نهضة مدنية شاملة وكاملة في شتى المجالات،
ومن منجزات الملك عبدالعزيز تنفيذ أول مشروع من نوعه لتوطين البدو، فأسكنهم في هجر زراعية مستقرة وشكل منهم جيشاً متطوعاً يكون جاهزاً عند الحاجة، كما عمل على تحسين وضع المملكة الاجتماعي والاقتصادي فوجه عنايته واهتماماً بالتعليم بفتح المدارس والمعاهد وأرسل البعثات إلى الخارج وشجع طباعة الكتب خاصة الكتب العربية والإسلامية واهتم بالدعوة الإسلامية ومحاربة البدع والخرافات، وأمر بتوسعة الحرم النبوي الشريف، وقد شرع في ذلك عام 1370هـ/ 1951م، ووفر الماء والخـدمات الطبية والوقائية لحجاج بيت الله الحرام.
وجاء بعده أبناؤه الميامين على نفس النهج، رحم الله من غادرنا منهم، وحفظ الله من بقي وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، وها نحن ننعم بنقلات نوعية برؤية ثاقبة لسيدي ولي العهد الأمين حققنا منجزات وضعتنا في الصف الأول علي مستوى العالم بشتى المجالات.
كل عام وبلادي عز وفخر وأحلام متحققة بفضل هذا الشغف الذي نعيشه؛ ليصبح كل يوم هو يوم وطني يصنع أمجادا يخلدها التاريخ.
***
- حمد وهب الملحم العنزي