في كل عام تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني تخليداً لذكرى توحيد المملكة وتأسيسها على يدي جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود-رحمه الله- بعد أن نجح في توحيد شتات الجزيرة العربية وتأسيس دولة قوية ومتماسكة.
وتأتي هذه المناسبة العزيزة مع الخطاب الملكي الذي ألقاه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- أمام مجلس الشورى- والذي أكد فيه سموه على أهمية دور مجلس الشورى في الارتقاء بمؤسسات الدولة، وأن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها الطموحة،وأنها قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل.
وأكد سموه أن المواطن السعودي نصب أعين الدولة فهو عمادها وغايتها،وأن إنجازات الرؤية هي منفعة للمواطن وحصانة للأجيال، وأوضح سموه أهم الإنجازات الاقتصادية للمملكة وسلط الضوء على تنويع مصادر الدخل للمملكة وتعزيز النمو الاقتصادي وعدم الاعتماد الكامل على النفط وأن الأنشطة غير النفطية في المملكة،سجلت أعلى إسهام لها في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بـ(50 %)، كما أكد سموه في خطابه على انخفاض نسبة البطالة حيث سجلت البطالة بين المواطنين والمواطنات،أدنى مستوى لها تاريخي في الربع الأول من عام 2024م.
وأوضح سموه أن ارتفاع نسبة تملك المساكن للمواطنين وصلت إلى أكثر من 63 %، وفي مجال السياحة سبقت المنجزات التاريخ المستهدف،حيث حددت استراتيجية السياحة الوطنية التي أطلقت عام 2019م،مستهدف مائة مليون سائح في 2030م،وتم تجاوز هذا المستهدف والوصول إلى مائة وتسعة ملايين سائح عام 2023م، وأن المملكة حققت المرتبة 16 بين الدول الأكثر تنافسية.
كما أكد سموه في خطابه على أهمية التعليم النوعي وبناء أجيال متعلمة ومبتكرة، وشدد على أهمية الحفاظ على الهوية والقيم الأصيلة للمجتمع السعودي.
وأكد سموه على دعم المملكة للقضية الفلسطينية والعمل على إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأشار إلى دور المملكة في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
إن المملكة اليوم نتيجة منجزاتها ورؤيتها، تحظى بثقة عالمية جعلت منها إحدى الوجهات الأولى للمراكز العالمية والشركات الكبرى، وفي مقدمتها افتتاح المركز الإقليمي لصندوق النقد الدولي،ومراكز لنشاطات دولية متعددة في الرياضة والاستثمار والثقافة وبوابة تواصل حضاري،مما أسهم في اختيارها لاستضافة إكسبو 2030 وتستعد اليوم لتنظيم كأس العالم عام 2034م.
إننا نشهد اليوم، بفضل الله ثم بفضل حكمة قيادتنا الرشيدة، نهضة شاملة وازدهاراً غير مسبوق في وطننا الغالي تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، تسير المملكة بخطى ثابتة نحو المستقبل المشرق.
إن ما حققته المملكة من إنجازات في مختلف المجالات هو ثمرة لجهود عظيمة وقيادة رشيدة.
وكابدوا المجد حتى ملَّ أكثرُهم
وعانقَ المجدَ مَن أوفى ومَن صَبَرا
إن جهود القيادة الرشيدة في بناء وطن قوي ومتقدم تستحق منا كل الشكر والتقدير، وليس المجد السعودي اليوم إلا نتاج غرس قديم، ثماره الناضجة من كل صنف ولون في كل العلوم وشتى المجالات لوطنٍ أبلج الوجه والجاه.
***
- د. ثنيان بن عبدالله النويعم