وكُلِّي شوق.. أنتظر هذا اليوم السعيد من العام للعام.. الكل يعلو وجهه الحبور والسرور، وهو يحمل الراية الخضراء تزينها كلمة التوحيد، يعبر بها عما يجول في خاطره، ويجيش في صدره، ويفيض بقلبه من مشاعر نبيلة وأحاسيس جميلة، يشارك في الفرحة بمناسبة اليوم الوطني الرابع والتسعين، في الثالث والعشرين من سبتمبر، الذي نحتفل فيه بذكرى توحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله.. هذا الوطن الذي نسير على ثراه الطاهر، ونتنفس نسائمه العليلة بتراثه العريق وتاريخه المجيد، والذي اختاره الله دون بقاع الأرض ليكون قبلة للعالمين ومهدًا للرسالة الخاتمة والدعوة الخالدة.. وجعله موئلاً للسلام والطمأنينة، أمنًا للخائفين وأملاً للبائسين، تجبى إليه من كل مكان ثمرات كل شيء مما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين.
هذا الوطن الذي يسابق الزمن لتحقيق برنامجه الطموح في رؤية 2030، يتقدم يومًا بعد يوم، ينظر دومًا للأمام، يثب نحو المستقبل، بخطىً قوية، ثابتًا كالجبل الأشم، لا تهزه ريح، ولا تنال منه عاصفة، بفضل الله عز وجل ثم بفضل قيادتنا الرشيدة وحكمة ولاة أمورنا وحنكتهم في الإمساك بدفة السفينة وسط بحار لجية وأعاصير شديدة أطاحت بدول ليست ببعيدة عن أعيننا وعصفت بأمنها واستقرارها.
لقد جعل طموح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله من السعودية اقتصادًا مرئيًا للغاية ومحترمًا دوليًا بعد النفط.
وحتى ندرك ما نحن فيه من نعم كثيرة، نحمد الله عليها أولاً وأخيرًا، ثم نثني على حكامنا الكرام، نلقي نظرة إلى الماضي القريب، قبل نحو مئة سنة، وقت أن كان التشتت والتفرق وقطع الطرق والخوف والفقر والجوع سمة غالبة على شبه الجزيرة العربية.. وكيف عاش أسلافنا شظف العيش بينما نحن الأبناء والأحفاد نعيش الآن منعمين نتفيأ ظلال الأمن والأمان والرخاء.
اسمعوا إن شئتم حكاوى الأجداد وقصص الآباء ومعاناتهم من الحاجة والجهل والمرض، فلم يكن يحلمون وهم صغار بما نحن عليه من رخاء وتعليم وصحة وغنى، ومدارس وجامعات ومعاهد علمية ومستوصفات ومستشفيات على أحدث ما يكون منتشرة في كل الأحياء بالمدن والقرى.
هذا التقدم وهذا الرخاء الذي ننعم به يعود بعد فضل الله إلى جهود وتضحيات الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وأبنائه الملوك والأمراء، الذين أنفقوا أوقاتهم وراحتهم من أجل بناء وطن قوي عظيم له مكانته على الخريطة الدولية، تخطب وده الدول الكبرى، وتتقرب إليه القوى العظمى.
لقد انتقلت الراية الخضراء راية التوحيد من جيل إلى جيل، حتى وصلت عالية مرفوعة خفاقة في عنان السماء إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، الذين صانوا الأمانة وساروا على العهد، وجل همهم هو توفير الأمن والأمان والرخاء والاستقرار لكل المواطنين على أرض المملكة ولكل ضيوفها من المقيمين والحجاج والمعتمرين.
لقد جعلوا رفاهية مواطنيهم ورعاياهم نصب أعينهم، وهم يواصلون العمل ليل نهار بجد وإخلاص من أجل أن نكون آمنين في دورنا وبيوتنا وسالمين في بلادنا ووطننا.
تهانينا وتبريكاتنا بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا نرفعها لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، والحكومة الرشيدة والشعب السعودي العظيم، ودعواتنا لله عز وجل أن يديم نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء على وطننا الحبيب الغالي المملكة العربية السعودية.. والحمد لله رب العالمين.
***
- عمير القحطاني