محمد السنيد - «الجزيرة»:
أعرب شيخ قبيلة العجمان في دولة الكويت الشقيقة عضو مجلس الأمة السابق الشيخ سلطان بن سلمان بن حثلين، عن سعادته بالأجواء الاحتفالية التي تعيشها المملكة هذه الأيام بمناسبة يومها الوطني الـ 93 الذي يذكرنا ببطولات الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وكفاحه في سبيل لم الشتات ووحدة الكلمة واستتباب الأمن في ربوع البلاد تحت راية العزة والكرامة راية المجد والتوحيد.. مقدمًا تهانيه وتبريكاته لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وللشعب السعودي الكريم.
وقال ابن حثلين: لا شك أن مثل هذا الاحتفال يعكس حب أشقائنا السعوديين لوطنهم، ذلك الحب الذي يتجلى في الانتماء والولاء والتضحية والفخر والحنين والشوق، فحب الوطن هو فطرة جبل عليها الإنسان، وهو جزء من حب الدين، كما قال ابن تيمية رحمه الله: «لولا حفظ دار المسلمين لانتشرت دار المشركين». وقد أظهر النبي صلى الله عليه وسلم حبه لمكة المكرمة والمدينة المنورة، ودعا لهما بالخير والأمن، ودافع عنهما في سبيل الله. وأوصى أصحابه بالاعتزاز بأوطانهم والتعاون على تنميتها وإصلاحها. كما فعل من قبل نبي الله إبراهيم عليه السلام حين دعا لمكة بالأمن والرزق والإيمان: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ).
وإن كان أشقاؤنا السعوديون يحتفلون بوطنهم فنحن الكويتيين أيضًا لنا حق في أن نحتفل معهم بهذا الوطن العظيم، الذي نعتبره وطننا الثاني والكبير.
وأشار ابن حثلين إلى أن الكويت يعيش فيها أكبر عدد من إخواننا المواطنين السعوديين، ينعم أفرادها بخيرات الدولة وأمنها وأمانها ويعاملون نفس معاملة المواطن الكويتي، بينما يعيش في السعودية آلاف الكويتيين معززين مكرمين بين أهلهم وإخوانهم، يتمتعون بذات الحقوق التي يتمتع بها المواطن السعودي.
موضحًا أنه إذا كانت العلاقات الثنائية بين الدول تقوم على المصالح كما قال رواد الفكر السياسي والاقتصاديون، فإن العلاقات بين السعودية والكويت استثناء؛ لأنها تقوم على حقيقة ظاهرة وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وهي أن الشعبين السعودي والكويتي شعب واحد في بلدين شقيقين.. فلا يختلف اثنان على متانة وقوة وتماسك العلاقات بينهما على مر العصور والأزمة، إنها علاقات ممتدة بعيدًا عن أي مصالح، لم يصنعها الساسة كبقية العلاقات الأخرى بين الدول، بل صنعتها المعطيات الجغرافية والحقائق التاريخية، لهذا نراها أقوى من الساسة وأمتن من المتغيرات السياسية والهزات الاقتصادية.
وذكر الشيخ سلطان بن حثلين أن هذه الحقيقة تنبه لها القائدان الحكيمان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل مؤسس المملكة العربية السعودية والشيخ مبارك الكبير مؤسس دولة الكويت، رحمهما الله، اللذان أدركا تميز العلاقات بين وطنيهما وخصوصيتها، فسعيا حثيثًا إلى تنميتها سياسيًا وتطويرها اقتصاديًا وتعميقها ثقافيًا، بما يعكس صدق المودة بين الشعبين الشقيقين وصلابة العلاقة بين البلدين.
وأوضح شيخ قبيلة العجمان أن الشعبين السعودي والكويتي كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، مؤكدًا أن الكويت كانت وستظل درعًا قويا للسعودية، وأن السعودية كانت وستظل حصنًا منيعًا للكويت في وجه الأعاصير والأزمات التي تمر بها المنطقة والعالم.. وقال: لا ننسى موقف الشقيقة الكبرى المملكة إزاء ما تعرضت له بلادنا في بداية تسعينيات القرن الماضي، واحتضانها لأبنائها من الشعب الكويتي، ومشاركتها في الدفاع عن سيادة الكويت ضد الغزو العراقي عام 1990م، وقد تعززت هذه العلاقات بشكل خاص بعد استعادة الكويت استقلالها عام 1991 بفضل الموقف التاريخي والدعم السعودي وتضامن دول مجلس التعاون الخليجي. كما لا ننسى جهاد المؤسس الملك عبدالعزيز وكفاحه الذي انطلق من الكويت من أجل وحدة أراضي المملكة واستعادة ملك آبائه وأجداده.
وشدد الشيخ سلطان على أن ما يربط الشعبين ليس رابطة الدم فحسب بل روابط ثقافية واقتصادية وسياسية كالدين واللغة والعادات والتقاليد والتاريخ المشترك والحاضر والمستقبل.. وليس هناك دولتان في العالم ترتبطان ببعضهما هذا الارتباط كالمملكة والكويت. وقد أظهرت المواقف التاريخية متانة وخصوصية هذه العلاقات، وكونها نموذجًا استثنائيًا وفريدًا قائمًا على أسس صلبة من الروابط الأخوية والقومية والدينية.
واستطرد ابن حثلين قائلاً: مهما قلنا وكتبنا عن عمق هذه الروابط فلن تسعفنا الكلمات ولا الأقلام.. فما يوجد في قلوب السعوديين والكويتيين أكبر من كل وصف.. من ينسى مقولة الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله في أول لقاء له مع أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله، عقب تحرير الكويت، والتي عبرت عما يعتمل في وجدانه ووجدان أشقائنا الأقربين في المملكة بعد أن تعرضنا للعدوان: (يا تبقى الكويت والسعودية يا نموت سوا).. إنها كلمات محفورة في قلوبنا وذاكرتنا كما الحفر على الصخر لا يمحوه كر الليل أو فر النهار، ولا تزعزعه ريح أو إعصار.. وكلما حاول أهل الفتن والأهواء الإيقاع بين دولتينا تداعت إلينا هذه الكلمات وتلك المواقف التاريخية فتنزل على الصدور فتثلجها وعلى النار التي يوقدها الأعداء فتطفئها.. وتذكرنا بأنها الأخوة والنخوة العربية والعاطفة الإسلامية التي تحيطنا بسياج الأمن وتظللنا بجناح السلام.
ونوه الشيخ ابن حثلين بأن العلاقات الوثيقة بين البلدين مستمرة بفضل الله في تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني في المنطقة، وتتشارك السعودية والكويت في مبادرات ومشاريع مستقبلية في مختلف المجالات، مثل الطاقة والبيئة والبنية التحتية والمياه والكهرباء والتجارة والاستثمار والسياحة والثقافة والتراث والفنون.
وفي ختام تصريحه سأل الشيخ سلطان بن سلمان بن حثلين، شيخ قبيلة العجمان بالكويت، الله العلي القدير أن يحفظ السعودية والكويت من كل الشرور وأن يديم على الشعبين الشقيقين الأمن والأمان والرفاهية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وشقيقه صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح. وكل عام والمملكة بخير وأمن وسلام وازدهار.