يومًا بعد يوم نخوض دروبًا جديدة، نكمل بناء أحلامنا، متوكلين على الله، مؤمنين أننا لن نتعثر، ونحن نحقق ضروباً استثنائية من الإنجازات العملاقة، كانت إلى عهد قريب تتراءى كأنها من المستحيلات.
فما أسعدنا هذه الأيام ونحن نحتفل بمناسبة يومنا الوطني (93)، والذي يوافق 23 سبتمبر 2023م، (09-03-1445هـ)، وهي مناسبة تاريخية عزيزة على قلوبنا جميعًا، تمثل ذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
هذا الاحتفال الذي يأتي سنويًا يعبر فيه السعوديون عن فخرهم واعتزازهم بوحدتهم الوطنية ويجسدون فيه ترابطهم واجتماعهم على قلب رجل واحد في وجه التحديات، وتماسكهم وتعاضدهم مع القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- في سبيل تحقيق المستقبل المشرق لبلادنا.
93 عاماً من العطاء والرخاء، سبقتها سنوات طوال من الكفاح والجهاد وقطع الفيافي لآلاف الأميال، وبذل الجهد والعرق والدم ومواصلة العمل ليل نهار من أجل لم شتات البلاد ونشر جناح الأمن وبسط ظلاله على ربوع المملكة كافة.
كم عانى أجدادنا وآباؤنا من شظف العيش وقلة الزاد وصعوبات الحياة في بيئة قاسية، شديدة الحرارة صيفاً، قارسة البرودة شتاءً، خالية من الطرق المعبدة، إلا من مفازات مظلمة مليئة بمخاطر الوحوش ومسكونة بقطاع الطرق واللصوص والصراعات بين القبائل، ليوفرا لنا ما ننعم به اليوم من أمن وأمان ورغد ورفاهية ومن ثمرات تجبى إلينا من كل فج عميق.
أصبحت بلادنا -ولله الحمد والمنة- من الدول المتقدمة التي تحظى باهتمام العالم كله ويقصدها الزعماء من كل حدب وصوب، ويتمنى كل إنسان على هذه البسيطة العيش فيها والتمتع بخيراتها وما توفره لمن يقطنون أرضها من فرص العمل والحياة بكرامة وحرية لا تتسنى لهم في بلادهم.
وكما أن وطننا الحبيب قبلة المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، فقد أضحى وجهة مهمة لا غنى عنها لعقد المعاهدات السياسية والاتفاقيات الاقتصادية والتزود من نبع الحكمة لدى قيادتنا الرشيدة والاستعانة بآرائها ووجهات نظرها في حل ما يعتري العالم من مشكلات.
وفي الختام نردد قول ملكنا المحبوب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مخاطبًا أبناءه وإخوانه أفراد الشعب السعودي جميعًا: «في ذكرى اليوم الوطني نفتخر بوطنٍ عظيم، ومواطنين أوفياء، ونحمد الله على ما منّ به علينا من أمنٍ واستقرارٍ ولُحمةٍ وطنية، كان لكم ولآبائكم من قبلكم دور كبير في ترسيخها، متطلعين لمستقبلٍ أجمل بسواعد أبنائنا وبناتنا.. حفظ الله وطننا من كل مكروه». وكل عام وجميع أفراد المجتمع السعودي بخير وسلام.
** **
- عمير بن فهد القحطاني