ما زلت أتذكر بكل فخر واعتزاز تلك اللحظة التاريخية، حين أطلق سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيَّده الله- مشاريع الرياض الكبرى قبل سنوات وهو يستمع إلى شرح من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله - عن تلك المشاريع:
مشروع حديقة الملك سلمان، مشروع الرياض الخضراء، مشروع المسار الرياضي، مشروع الرياض «آرت».
وهنا حضرت مشاريع على مستوى الوطن، تم إطلاقها منذ سنوات منها: نيوم، القدية، مشروع البحر الأحمر، ذا لاين، سلسلة لا تنتهي من المشاريع العملاقة، التي هي ثمار رؤية 2030، وهي طريق الوطن إلى «تنمية مستدامة»، والمراقب للصحافة الدولية يجد أن «القاموس السعودي» منذ إعلان الرؤية يتمحور حول: المستقبل، القمة، المدن الذكية، مجموعة العشرين، القيادة السعودية، قوة الاقتصاد، الذكاء الاصطناعي، الازدهار، هكذا هو سياق تطور المجتمع السعودي في نظر الصحافة العالمية من خلال تلك المصطلحات العصرية الدالة على ولادة مرحلة جديدة من حضارتنا السعودية، فذاك القاموس الجديد أعاد هيكلة النظرة التقليدية تجاه المملكة وجعلها في المكانة التي تطمح إليها القيادة السعودية ويسعى إليها المواطن السعودي ليل نهار، لتحقيق مستهدفات الرؤية.
يوم الوطن، لم يعد احتفالاً بالماضي المجيد وحقبة التأسيس فحسب، بل إنه احتفاء بالواقع المعيش وما فيه من «إنجازات» سعودية، ما زالت تتوالى يوماً بعد يوم لنثبت للعالم بأننا دولة حيوية ومتجددة تتناغم مع متطلبات العصر، وفوق هذا لها «جذور» راسخة في التأريخ والهوية العربية والإسلامية.
وأخيراً..
يوم الوطن هو يوم تجديد الحلم بالبناء والعطاء والحضور في جغرافيا الإنسانية على امتداد العالم وهو -أيضاً- حضور سياسي من خلال دور المملكة المحوري في عدد من القضايا السياسية المتقاطعة لمصلحة الشعوب أولاً مع بقاء العلاقة المتميزة مع كافة أطراف النزاع، إنها مملكة الإنسانية في يوم الوطن تحتفي بالإنسان في أي أرض وتحت أي سماء من أجل حياته الآمنة والتواصل الحضاري البناء.
** **
- عبدالله الكندي