احتفالنا السنوي بذكرى اليوم الوطني يجسد الأثر الكبير لهذه الذكرى في نفوس أبناء الوطن الغالي، حيث تداعب أذهانهم ذكريات التضحيات والمجاهدات التي صاحبت توحيد الأرض والإنسان، وتأسيس المملكة العربية السعودية على يد جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله.
وهذا العام نحتفل بالذكرى الثالثة والتسعين لليوم الوطني معبرين عن اعتزازنا بالانتماء لوطننا الحبيب الذي خصه الله ببيته الحرام ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم كما حباه بالكثير من النعم والثروات في باطن الأرض وعلى ظهرها، وفوق كل ذلك وهبه قيادة رشيدة حكيمة أحسنت إدارة المال وإدارة الدولة ورشدت الثروات وحكمت بالشريعة الإسلامية ووظفت المال في خدمة الوطن والمواطن وخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن وتيسير الخدمات للمواطن والمقيم.
وأحسنت قيادتنا الرشيدة - أيدها الله - بناء نهضة شاملة وتطور كبير في المملكة وتنمية في مختلف القطاعات وسعت للحاق بركب العالم المتقدم، حيث وفرت الدولة التعليم لكل أبناء الوطن في مختلف المراحل على أحدث الوسائل والطرق، وجلبت التقنية وشجعت تطويرها واستخدامها على نطاق واسع وحفزت رأس المال الوطني والأجنبي على تطوير القطاع الصناعي، وتعزيز المحتوى المحلي حتى أصبحت المملكة العربية السعودية تنافس على المراكز المتقدمة في التقييم العالمي في الكثير من المجالات.
نحتفل بهذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعًا وكلنا فخر بما تحقق من منجزات طيلة العهود الماضية من عمر المملكة المديد لاسيما فيما شهده هذا العهد المبارك عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حيث تشهد بلادنا منظومة منجزات تلامس عنان السماء من أبرزها المشاريع العملاقة في مختلف المجالات والتي تشمل القطاع الصناعي والسياحي والرياضي، والصناعات العسكرية والطاقة المتجددة وإعادة التمويل وارتفاع نسبة تملك المواطنين للمساكن ومكافحة الفساد، وتحقيق النزاهة والشفافية، والتحول الرقمي بالإضافة إلى التطور في قطاع التعليم والتدريب والابتعاث، وتطوير الخدمات وتفعيل دور المرأة ومشاركتها الفاعلة في البناء جنباً إلى جنب مع الرجل.
ومع بوادر تحقيق أهداف رؤية 2030 التي جسدت عمق التخطيط السعودي وبعد نظر القيادة - حفظها الله - انطلقت المملكة في فضاءات التطور والبناء حيث شكلت هذه الرؤية الثاقبة نقطة تحول مفصلية في تاريخ المملكة، فضلاً عن الإنجازات التاريخية الأخرى والحضور المتمكن للمملكة إقليمياً ودولياً في المجال السياسي والاقتصادي والمالي وإسهام المملكة الواضح في تحقيق الأمن والسلام ومحاربة العنف والإرهاب، وضمان إمدادات الطاقة، والحفاظ على البيئة، وقد تحقق الكثير من مستهدفات رؤية 2030 بفضل الله تعالى ثم بتوجيه خادم الحرمين الشريفين، ومتابعة سمو ولي العهد - حفظهما الله.
وبهذه المناسبة نرفع التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولكافة الشعب السعودي الأبي، سائلين الله أن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه ويديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والازدهار، ويديم على قيادتنا الرشيدة نعمة الصحة والعافية، إنه سميع قريب مجيب.
** **
فواز بن فايز السويد - رئيس جمعية التنمية الأهلية بالقصب